المعروف بالنابغة الجعدي «أبو ليلى» . كان ينظم الشعر في الجاهلية؛ لكن نبوغه ظهر في الإسلام، لذلك سمي نابغة. وكان أكبر سنا من النابغة الذبياني. لما سمع بالدعوة الإسلامية وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأسلم وامتدحه. وبعد الفتوحات الإسلامية وانتهاء الفتن، خرج مهاجرا إلى الأمصار المفتتحة، فمات بأصبهان عام ٦٥ هـ/ ٦٨٤ م بعد أن عمر طويلا. له ديوان شعر في شتى الأغراض الشعرية. ولعلّ أشهر قصائده رائيته التي مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم ومطلعها [من الطويل] :
«خليليّ عوجا ساعة وتهجّرا ... ونوحا على ما أحدث الدهر أو ذرا»
وفيها:
«أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا كالمجرّة نيّرا
ثم يفتخر بقومه. ولما أنشد:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إلى أين يا أبا ليلى؟ فقال: إلى الجنة بك يا رسول الله. فقال نعم إن شاء الله.
ثم قال: أنشدني من قولك، فقال النابغة:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا»
فقال عليه السلام: لا فض الله فاك. وهي قصيدة في نحو مئتي بيت.
ولمّا أصابه ظلم من أبي موسى الأشعري أنشد [من الوافر] :
- والعباسيين (القاهرة ١٩٥٢) ص ٣٧؛ سيد حنفي حسنين، حسان بن ثابت شاعر الرسول (القاهرة ١٩٦٣) ص ١٤١ وما بعدها.