«يا نبيّ الهدى وخير البرايا ... من حباه الإله بالإسراء
يا ضياء الوجود يا رحمة اللّ ... هـ التي ترتجى لكشف البلاء
يا مغيث الملهوف يا من بعليا ... هـ التجأنا في البؤس والضّرّاء
أنت شمس العلوم بحر العطايا ... منبع الفضل سيد الأنبياء
أنت مصباح كلّ جود وتهدي ... كلّ سار إلى الطريق السّواء
لك أشكو من ضعف حالي إنّي ... أرتجي لمحة تزيل عنائي
كن ملاذي في النائبات مغيثي ... من صروف الزمان والبلواء
فعليك الصلاة بعد سلام ... مع آل وصحبك النجباء
ما تعنّت حمائم الروض صبحا ... أو سرى البرق في دجى الظلماء»
وفي قصيدة نبوية أخرى [من الرمل] :
«ويح قلبي من غزال شردا ... من جفاه كم أرى عيش ردى
بعت روحي في هواه رغبة ... ذبت من شوقي عليه كمدا
كيف أسلو وهواه قاتلي ... وجفوني شابهت قطر النّدى
ومنها:
ثم عرّج نحو وادي طيبة ... لحمى طه التّهامي أحمدا
إنّ لي قلبا لدى أطلاله ... شبحا في حلل الوجد ارتدى
سيد الأكوان ذو المجد ومن ... نرتجي منه لنا فيض النّدى
يا رسول الله يا غوث الورى ... يا سراجا للعلاء والهدى
أدرك ادرك مستهاما دنفا ... لك شوقا ليس يحصى عددا
قد وردنا نرتجي فيض الرّضا ... ومن الجدوى طلبنا المددا
فعليك الله صلّى دائما ... ما حدا الحادي وما الطير شدا»
«١»
[٤٣٦ ميمون بن قيس بن جندل الشهير بالأعشى]
من شعراء الجاهلية، وأحد أصحاب المعلقات. عمّر طويلا. توفي
(١) المرادي، سلك الدرر ٤/ ١٣١- ١٣٢؛ الزركلي، الأعلام ٧/ ٢٨٦؛ كحالة، معجم ١٣/ ٤.