ولد بقسنطينة بالجزائر عام ٨١٣ هـ/ ١٤١٠ م. ونشأ بها فحفظ القرآن وتفقه، وأخذ العربية والمنطق والحديث والطب عن محمد بن محمد بن عيسى وأبي القاسم البرزالي وقاسم الهزميري وابن غلام الله القسنطيني. وفي طريقه إلى الحج أخذ عن البساطي وابن حجر والعز بن عبد السلام وابن الديري. درّس في مكة والمدينة حيث توفي عام ٨٧٨ هـ/ ١٤٧٤ م ودفن بالبقيع. له ديوان شعر فيه عدة مدائح نبوية مطلع إحداها [من البسيط] :
«يا أعظم الخلق عند الله منزلة ... ومن عليه الثّنا في سائر الكتب»
«١»
[٧٥ إوريس بن موسى القرطبي]
برع في العربية والأدب نثرا ونظما. درّس بقرطبة حتى سقوطها بيد الإسبان، ثم انتقل إلى سبته يدرّس ويعظ حتى وفاته عام ٦٤٧ هـ/ ١٢٤٩ م.
من شعره بديعية مخمّسة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم؛ جاء فيها [من الكامل] :
«أهلا بكم يا أهل هذا النادي ... أهل اعتقاد الوعد والميعاد
أهدوا الصلاة إلى النبيّ الهادي ... وصلوا السلام له مع الآباد
يندى نسيما مذكرا تسنيما
وهو أول الشفعاء يوم المحشر ... وسواه بين تقدّم وتأخّر
بهت الحضور لهول ذاك المحضر ... والكلّ في الخطب العميم الأكبر
قد هيّمت ألبابهم تهييما
ذاك المقام الأشهر المحمود ... هو للنبيّ محمد موعود
فيه الشفاعة ذخرها موجود ... درك المراد وحوضه المورود
فضل الكليم به وإبراهيما
(١) الجيلالي، تاريخ الجزاء العام ٢/ ٢٧٦- ٢٧٧؛ السخاوي، الضوء اللامع ٢/ ٢٥٢- ٢٥٣؛ كحالة، معجم ٢/ ٢١٥.