من الشعراء المخضرمين، أدرك الجاهلية والإسلام، ويعتبر من الفرسان الشجعان. قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم في وفد بني كلاب؛ فأسلم وهاجر ونزل الكوفة أيام عمر بن الخطاب (ض) . توفي بها آخر خلافة معاوية عن مائة وخمس وأربعين سنة، منها تسعون سنة في الجاهلية، وبقيتها في الإسلام.
قال في إسلامه [من البسيط] :
«الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى لبست من الإسلام سربالا»
وأنشد أمام النبي صلى الله عليه وسلم [من الطويل] :
«أتيناك يا خير البرية كلّها ... لترحمنا مما لقينا من الأزل
أتيناك والعذراء تدمى لبانها ... وقد ذهلت أمّ الصبيّ عن الطفل
فإن تدع بالسّقيا وبالعفو ترسل (م) ... السماء لنا والأمر يبقى على الأصل»
ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد «ألا كل شيء ما خلا الله باطل» . ولبيد أحد شعراء النبي صلى الله عليه وسلم، يدافع عنه ويهاجم أعداءه ويمتدحه «١» .
(١) أبو عمران، المرقصات والمطربات، ص ٢٦؛ الأصفهاني، الأغاني ١٤/ ٩٣ و ٩٧؛ كحالة، معجم ٨/ ١٥٢؛ البغدادي، هدية ١/ ٨٣٩؛ ابن حجر، الإصابة ٣/ ٣٢٦- ٣٢٧؛ الطبري، الاستيعاب ٣/ ٣٢٤- ٣٢٥.