للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خير لك من التجارة. قلت: بلى. قال: إن الله قد بعث في الشهر الأول من قومك نبيا ارتضاه صفيا، وأنزل عليه كتابا وفيا، ينهى عن الأصنام ويدعو إلى الإسلام، يأمر بالحق ويفعله، وينهى عن الباطل ويبطله، وهو من بني هاشم وإن قومك لأخواله. يا عبد الرحمن وآزره وصدقه واحمل إليه هذه الأبيات [من مخلع البسيط] :

«أشهد بالله ذي المعالي ... وفالق الليل والصباح

إنك في الشّرف من قريش ... وابن المفدّى من الذباح

أرسلت تدعو إلى يقين ... ترشد للحقّ والفلاح

هدّ كرور السنين ركني ... عن مكر السير والرّواح

أشهد بالله ربّ موسى ... أنك أرسلت بالبطاح

فكن شفيعي إلى مليك ... يدعو البرايا إلى الصّلاح»

قال عبد الرحمن: «فقدمت فلقيت أبا بكر فأخبرته الخبر. فقال: هذا محمد بن عبد الله بعثه الله إلى خلقه رسولا فأته، فأتيته وهو في بيت خديجة فأخبرته. فقال: أما إن أخا حمير من خواص المؤمنين، وربّ مؤمن بي ولم يرني، وصدق بي وما شهدني، أولئك إخواني حقا» «١» .

[٢٣٩ عطية بن يحيى المحاربي]

اشتهر بالفقه والخطابة والأدب نظما ونثرا. وكان من تلامذة لسان الدين ابن الخطيب. مولده بوادي آش عام ٧٠٩ هـ/ ١٣٠٩ م. درس فيها وفي غرناطة. ثم تولى الخطابة والإمامة عام ٧٣٩ هـ/ ١٣٣٧ م بمسقط رأسه. كما تولى القضاء بها وبأعمالها ابتداء من عام ٧٤٣ هـ/ ١٣٤٢ م. ومنذ ٧٥٦ هـ/ ١٣٥٥ م انتقل إلى غرناطة حيث أصبح كاتب السلطان. من نظمه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم عدة قصائد منها قصيدة مطلعها [من الطويل] : ظيم المزايا ماله من مماثل]

ألّا أيّها الليل البطيء الكواكب ... متى ينجلي صبح بليل المارب»


(١) ابن حجر، الإصابة ٣/ ١٠٥- ١٠٦.

<<  <   >  >>