صلّى عليك الله ما فلك جرى ... وفق الأوامر في نظام محكم»
ويعبّر عن خالص محبته للرسول صلى الله عليه وسلم واتّباعه له للوصول إلى الفتوح [من البسيط] :
«طهّر فؤادك من كلّ الشؤون وقم ... مستمطرا رحمة الباري بلا كسل
ولذ بطه وكرّر مدحه أبدا ... يوافك الفتح والتوفيق بالعجل
فهو الأمان لأهل الأرض ما فزعوا ... وهو المليك إذا ما قيس بالرّسل
وهو الوسيلة إن عزّت وسائلنا ... وهو الملاذ إذا عذنا من الوجل
وإنّه الباب للفتّاح طارقه ... ما خاب والله لكن فاز بالأمل
منزّه عن مثيل في الورى أبدا ... ونوره فيهم سار من الأزل
عليه صلّى إله العرش خالقنا ... ما قيل فضلا أغثنا سيد الرّسل»
ويحث مريديه على الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وعلى مصاحبة من اشتهر بحبه له [من البسيط] :
«كرّر على مسمعي ذكر الحبيب وزد ... فذكره الشّهد بالتكرار يزدان
يلذّ لي ذكره مهما تكرره ... فإنّ ذكراه لي روح وريحان
لا أعمر الله ربعا لا يقام به ... لحبّ خير الورى في الناس ميزان
فإنّهم قوم سوء سوف يفجؤهم ... خسف ومسخ وقذف ثم نيران
إيّاك تصحبهم أو تنزلنّ بهم ... فإنّ عمي الدّنا في الحشر عميان
واصحب محبا لخير الخلق تلزمه ... فذاك والله في الدارين سلطان»
«١»
[٤٢٢ محمود بن علي بن محمد الدقوقي البغدادي]
ولد عام ٦٦٣ هـ/ ١٢٦٤ م. درس على والده وعلى عبد الصمد بن أبي الجيش، وابن وضاح وابن الساعي، وعبد الله بلدجي وعبد الرحيم بن الزجاج. وأجاز له جماعة من علماء الشام والعراق. كان قارىء الحديث بدار المستنصرية ببغداد. تولى بعدها المشيخة فكان تلاميذه يعدون بالألوف.
(١) محمود الشقفة، المدائح النبوية (دمشق دون تاريخ) ص ٨- ٣٠.