سمعت امه ابشري بمحمد ... وتوالت بشرى الهواتف أن قد
ولد المصطفى وحقّ الهناء
هو أرجى الرّسل الكرام وأرجح ... بل وأسمى كلّ الأنام وأسمخ
كلّ أم بمثله ليس تّسنح ... من لحوّاء أنّها حملت أح
مد أو أنّها به نفساء
نثر أخلاقه زها منه نظم ... في نحور الدهور والكل عصم
بعض ما صحّ عندنا منه علم ... رحمة كلّه وحزم وعزم
ووقار وعصمة وحياء
يا رسولا قد جاء بالحقّ هادي ... لسبيل الهدى وطرق الرّشاد
جئت أرجوك مستجيرا أنادي ... ألأمان الأمان إنّ فؤادي
من ذنوب أتيتهنّ هواء
لم أجد لي مستمسكا أتقرّب ... لإلهي به سواك مقرّب
فلهذا وفيك لي ألف مأرب ... قد تمسّكت من ودادك بالحب
ل الذي استمسكت به الشّفعاء»
«١»
[١٨١ عبد البر بن عبد القادر الفيومي]
من أهل الفيوم بمصر. تعلم في القاهرة، ورحل إلى مكة والشام، ومكث في دمشق نحو سنتين. ثم قصد تركية حيث تولى عدة مناصب.
توفي بالقسطنطينية عام ١٠٧١ هـ/ ١٦٦١ م. له:
منتزه العيون والألباب- اللطائف المنيفة في فضائل الحرمين- حسن الصنيع في علم البديع- بديعية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم على حرف النون
(١) عبد الباقي العمري، الترياق الفاروقي (بغداد ١٩٦٤) ص ج- وو ص ٧- ٥٥؛ البغدادي، هدية ١/ ٤٩٧؛ الزركلي، الأعلام ٣/ ٢٧١؛ كحالة، معجم ٥/ ٧١. وانظر ديوان البوصيري تحقيق محمد سعيد كيلاني- القاهرة ١٣٧٥ هـ/ ١٩٧٥ م.