للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويختم قصيدته متسائلا أمام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم هل سينال من زيارته لمقامه صلى الله عليه وسلم شيئا أم يعود خائبا كما جاء؟ وهو تساؤل العارف المتيقّن من جمال الثواب وجليل المكافأة والعطاء:

ما جوابي إذا رجعت وقالوا: ... ما الذي نلت من جناب النبيّ

أفترضى الرجوع لي مثلما جئ ... تك صفر اليدين يا ذا الصفيّ؟ «١»

[٢٧٥ عمر بن المظفر بن عمر المصري الشهير بابن الوردي]

فقيه حلب ومؤرخها وأديبها. تفقه على الشيخ شرف الدين البارزي.

توفي بحلب عام ٧٤٩ هـ/ ١٣٤٨ م. له مصنفات نظما ونثرا. منها:

البهجة الوردية في نظم الحاوي من فروع الشافعية في خمسة آلاف بيت- تتمة المختصر في الذيل على تاريخ أبي الفداء- التحفة الوردية في نظم اللمعة لأبي حيان- منطق الطير في إرادة الخير في التصوف- ديوان شعر فيه عدة قصائد نبوية منها قصيدة ضمنها إعجاز قصيدة أبي العلاء المعري [من البسيط] :

«منازل كسيت بالمصطفى شرفا ... بأفضل الخلق من بدو ومن حضر

رقى وجبريل في المعراج خادمه ... وقائل بلسان الحال للمضري

(ما سرت إلّا وطيف منك يصحبني ... سرى أمامي وتأويبا على أثري) «٢»

حسّنت نظم كلام قد مدحت به ... (ومنزلا بك معمورا من الخفر) «٣»

ضمّنت مدح رسول الله مبتهجا ... (والطير تعجب مني كيف لم أطر)

يا سيدا زجرت نار الخليل به ... (إذ تعرف العرب زجر الشّاء والعكر) «٤»


(١) مرجعنا الرئيس في هذا العلم هو كتاب: د. عمر موسى باشا: «قطب العصر: عمر اليافي» . اتحاد الكتاب العرب بدمشق سنة ١٤١٣ هـ/ ١٩٩٣.
(٢) سرى: سير الليل. تأويبا: سير النهار.
(٣) الخفر: الحياء.
(٤) زجر: منع ونهى. الشاء: الغنم. العكر: جمع عكرة وهي قطعة من الإبل.

<<  <   >  >>