عمّت فضائله كلّ العباد كما ... بغارة الحقّ قد أردى أولي الغير
لو لم يكن فيه آيات مبيّنة ... كانت مبرّته تغني عن الأثر»
«١»
[٢٧٣ عمر بن عبد الغني الرافعي]
طرابلسي الأصل. ولد عام ١٢٩٩ هـ/ ١٨٨١ م بمدينة صنعاء باليمن حيث كان والده رئيسا لمحكمة الإستئناف. تلقى علومه الأولى بطرابلس ثم درس في بيروت واستنبول والقاهرة. برع في الأدب، وتولى عدة مناصب حكومية لا سيما في مجال القضاء؛ بالإضافة إلى تدريس اللغة العربية وآدابها في الكليات بدمشق وبيروت. توفي بطرابلس عام ١٣٨١ هـ/ ١٩٦١ م. له: - أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب- الغضبة المضرية في القضية العربية- ديوان شعر يزيد على اثني عشر ألف بيت في مدح الرسول الأعظم، وهو الديوان المسمى «مناجاة الحبيب» .
لقد قصر الرافعي شعره على مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، تعبيرا عن خالص محبته لهذا الرسول الكريم، داعيا الجميع إلى الفناء في محبته عليه السلام؛ لأن من صحة المحبة إقتفاء أثر المحبوب واللوذ به، وطلب شفاعته. وسبب اندفاع الرافعي نحو هذا اللون من الأدب يعود إلى الأزمة النفسية التي عصفت به والتي أعجزت الأطباء؛ لكنه خرج منها زاهدا، شغوفا بحب الرسول صلى الله عليه وسلم، معتبرا أن مدحه دليل الإيمان، وعنوان اليقين، وأثر من آثار السعادة، وسبيل من سبل الهداية، وسبب لغفران الذنوب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم باب الله تعالى وصاحب الشفاعة، ولأن في رضاه رضاء الله وفي طاعته طاعة لله سبحانه [من الطويل] :
«محمد باب الله قف بي ببابه ... نلوذ بمن لاذ الورى بجنابه
هو الرحمة العظمى فهل ممسك لها ... وقد عمّت النّعمى بفيض سحابه
وآية فتح الله للناس رحمة ... محمد مصداق لها في كتابه
(١) محمد ملص، التحفة المرضية في مديح خير البرية (دمشق دون تاريخ) ص ٢٣- ٢٩.