للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أنشد أنس الرسول صلى الله عليه وسلم قصيدة مدحه بها. جاء فيها [من الطويل] :

«تعلّم رسول الله أنك قادر ... على كلّ حي من تهام ومنجد

تعلم رسول الله أنك مدركي ... وأن وعيدا منك كالأخذ باليد

ونبّي رسول الله أني هجوته ... فلا رفعت سوطي إليّ إذا يدي

سوى أنني قد قلت يا ويح فتية ... أصيبوا بنحس لا يطاق وأسعد

فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمد

أحثّ على خير وأوسع نائلا ... إذا راح يهتزّ اهتزاز المهنّد

وأكسى لبرد الحال قبل احتذائه ... وأعطى برأس السابق المتجرّد»

وهذه القصة تروى لسارية بن زنيم الكناني، كما تروى لأسيد بن أبي إياس «١» .

[٨٢ أيمن بن محمد الغرناطي]

ولد بتونس، قدم القاهرة. كان كثير الهجاء والوقيعة. حج وجاور بالمدينة المنورة حوالي عام ١٠٣٠ هـ/ ١٦٢٠ م. تاب والتزم أن يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى الممات فوفى بذلك، وسمى نفسه عاشق النبي صلى الله عليه وسلم. أرسل إليه حاكم تونس يطلب منه العودة إلى بلده، ويرغّبه فيه، فأجاب: «إني لو أعطيت ملك المشرق والمغرب لم أرغب عن جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

له عدة قصائد في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم، جاء في إحداها [من الطويل] :

«محمد المحمود في كلّ موطن ... أبو القاسم المختار من خير معدن

نبيّ إذا أبصرت غرّة وجهه ... تيقّنت أنّ العزّ عزّ المهيمن

لك الله من بدر إذا الشمس قابلت ... محيّاه قالت إنّ ذا طالع سني»


(١) ابن حجر، الإصابة ١/ ٦٨- ٦٩ و ٢/ ٢- ٣؛ ابن هشام، السيرة ٢/ ٤٢٤- ٤٢٥؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٤/ ٣١٠؛ الصفدي، الوافي بالوفيات ٩/ ٤١٧- ٤١٨؛ الزركلي، الأعلام ٢/ ٢٤.

<<  <   >  >>