سما بأخمصه فوق السماء فكم ... أوطا أسافلها من علو أفلاك
ونال مرتبة ما نالها أحد ... من أنبياء ذوي فضل وأملاك
يا صاحب الجاه عند الله خالقه ... ما ردّ جاهك إلّا كلّ أفّاك
أنت الوجيه على رغم العدا أبدا ... أنت الشفيع لفتّاك ونسّاك
يا أفضل الرسل يا مولى الأنام ويا ... خير الخلائق من إنس وأملاك
ها قد قصدتك أشكو بعض ما صنعت ... بي الذنوب وهذا ملجأ الشاكي
فاستغفر الله لي واسأله عصمته ... فيما بقي وغنى من غير إمساك
عليك من ربّك الله الصلاة كما ... منّا عليك السلام الطيّب الزاكي»
«١»
[٣٧٩ محمد بن علي بن محمد الطائي الحاتمي (ابن عربي)]
محيي الدين بن عربي، الحكيم الصوفي، المتكلم الفقيه، المفسر، الأديب الشاعر؛ الذي شغلت شخصيته الشرق والغرب على السواء.
ولد ابن عربي بمرسية بالأندلس عام ٥٦٠ هـ/ ١١٦٤ م. درس بالأندلس أولا ثم بالعراق والحجاز والشام حيث استوطن دمشق حتى وفاته عام ٦٣٨ هـ/ ١٢٤٠ م. وقد دفن بقاسيون. من تصانيفه الكثيرة: - الفتوحات المكية- فصوص الحكم- إصطلاحات الصوفية- شرح أسماء الله الحسنى- التدبيرات الإلهية- ترجمان الأشواق- إشارات القرآن في عالم الإنسان- تفسير القرآن إلى سورة مريم- الإسرا إلى مقام الإسرا- الاحتفال فيما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من سنى الأحوال- عدة مدائح نبوية مبثوثة في كتبه. جاء في إحداها [من السريع] :
«يا حبّذا المسجد من مسجد ... وحبّذا الروضة من مشهد
وحبّذا طيبة من بلدة ... فيها ضريح المصطفى أحمد
صلّى عليه الله من سيّد ... لولاه لم نفلح ولم نهتد
(١) الكتبي، فوات الوفيات ٤/ ٧- ١٠؛ الصفدي، الوافي ٤/ ٢١٤- ٢١٩؛ كحالة، معجم ١١/ ٢٥؛ النبهاني، المجموعة النبهانية ٢/ ٤٨٥- ٤٨٧.