للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أتى والشرك قد دهمت وجالت ... أداهمه بأقطار البلاد «١»

فحلّ عرى الضّلال وشقّ جيب الظّ ... لام وهدّ أركان الفساد «٢»

ألا يا سيد الشّفعاء يا من ... عليه معوّلا وجب اعتمادي

عليك صلاة ربّك مع سلام ... تخصّك في نمو وازدياد»

«٣»

[٣٢٥ محمد بن حسن وادي الصيادي (أبو الهدى)]

من أشهر علماء الدين في عصره. ولد في خان شيخون بالقرب من حلب ١٢٦٦ هـ/ ١٨٤٩ م. قرأ القرآن وأتقن علم التجويد والقراآت. ثم تلقى العلوم الدينية من فقه وتفسير وحديث. وبرع في الأدب والتاريخ والتصوف. تولى نقابة أشراف حلب. ثم قلده السلطان عبد الحميد مشيخة المشايخ، وحظي عنده بالقبول، وكان من كبار ثقاته. وكانت لأبي الهدى الكلمة العليا عند السلطان في نصب القضاة والمفتين وذلك زهاء ثلاثين سنة. ولما خلع السلطان عبد الحميد نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في رينكيبو حيث توفي عام ١٣٢٨ هـ/ ١٩٠٩ م. ترك أبو الهدى الكثير من المؤلفات بالإضافة إلى أربعة دواوين من الشعر منها إثنان في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم: - الفيض المحمدي والمدد الأحمدي- مرآة الشهود في مدح سلطان الوجود صلى الله عليه وسلم.

جاء في إحدى مدائحه [من الطويل] : اهت الافكار فى طول سره]

«هو البحر في برّ السرائر موجه ... محيط طوى في النقطة البرّ والبحرا

تركنا صنوف الحادثات لأجله ... ورحنا حيارى ما قدرنا له قدرا

هو القبضة الأولى هو النور في العمى ... هو الفخر في الدنيا هو الذّخر للآخرى


(١) دهمت: غشيت. أداهمه جمع: الأدهم. كناية عن: الأسود.
(٢) جيب: ما يفتح على الصدر.
(٣) حاجي خليفة، كشف الظنون ٢/ ١٠٥٢؛ البغدادي، إيضاح المكنون ٢/ ٤٩٧؛ البغدادي، هدية العارفين ٢/ ٢٠٠- ٢٠١؛ النبهاني، المجموعة النبهانية ٢/ ٦٣- ٦٧ و ٣/ ١٤٦- ١٥٢ وص ٢٢١- ٢٢٤؛ كحالة، معجم ٩/ ٢٠٣.

<<  <   >  >>