كان مازن يسدن صنما يقال له «باچر» بقرية سمايل من عمان. وكان بنو الصامت وبنو حطامة ومهرة يعظمون هذا الصنم. وفي أحد الأيام قدم على مازن رجل من الحجاز وأخبره بظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ودعوته إلى الدين الإسلامي، فشرح الله تعالى صدره للإسلام، فأقبل على الصنم يكسره، وركب راحلته حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم معلنا إسلامه، ومنشدا بين يديه [من البسيط] :
«كسّرت باچر أجذاذا وكان لنا ... ربّا نطيف به ضلّا بتضلال «١»
فالهاشميّ هدانا من ضلالتنا ... ولم يكن دينه منّي على بال
يا راكبا بلّغن عمرا وإخوتها ... أنّي لمن قال ربّي باچر قالي»
وقصد (بعمر) بني الصامت..
ثم قال:«يا رسول الله إني امرؤ مولع بالطرب وبالهلوك من النساء، وشرب الخمر، وألحّت علينا السنون فأذهبن الأموال، وأهزلت السراري، وليس لي ولد، فادع الله أن يذهب عني ما أجدو يأتينا بالحيا، ويهب لي ولدا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالإثم والعهر عفة، وآته بالحيا وهب له ولدا» . وقد تحققت كل هذه