كرم الضيف]
«قد كان يقري ضيفه ... كرما ويحفظ جاره
ويجالس المسكين يؤ ... ثر قربه وجواره
الفقر كان رداءه ... والجوع كان شعاره
يلقى بغرّة ضاحك ... مستبشرا زوّاره
بسط الرداء كرامة ... لكريم قوم زاره
ما كان مختالا ولا ... مرحا يجرّ إزاره
قد كان يركب بالرّدي ... ف من الخضوع حماره
في مهنة هو أو صلا ... ة ليله ونهاره
فتراه يحلب شاة من ... زله ويوقد ناره
ما زال كهف مهاجري ... هـ ومكرما أنصاره
برّا بمحسنهم مقي ... لا للمسيء عثاره
يهب الذي تحوي يدا ... هـ لطالب إيثاره
زكّى عن الدنيا الدّن ... يّة ربّه مقداره
جعل الإله صلاته ... أبدا عليه نثاره»
«١»
[٨١ أنس بن زنيم الكناني]
ذكر ابن إسحاق المغازي، أن عمرا بن سالم الخزاعي خرج في أربعين راكبا يستنصرون رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، على قريش؛ فأنشده [من الرجز] :
«لا همّ إني ناشد محمدا ... عهد أبينا وأبيه الأتلدا»
ثم قال: يا رسول الله إن أنس بن زنيم هجاك. فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه. فبلغه ذلك فقدم عليه معتذرا، وكلّمه فيه نوفل بن معاوية الديلي الذي قال له: أنت أولى بالعفو، ومن منا لم يؤذك ولم يعادك. وكنا في الجاهلية لا ندري ما نأخذ وما ندع، حتى هدانا الله بك، وأنقذنا من الهلكة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد عفوت عنه. فقال: فداك أبي وأمي.
(١) النويري، نهاية الأرب ١٨/ ٢٦٤- ٢٦٥.