شاعر غني، كثير الضيافة، مطاع في قومه. لما قدم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنشده من شعره، فتلا النبي صلى الله عليه وسلم الإخلاص والمعوذتين فأسلم الطفيل في الحال وقال:«يا رسول الله إن دوسا قد عصت فادع الله عليهم. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد دوسا» . وقد بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صنم يدعى ذا الكفين فأحرقه الطفيل وهو يقول: يا ذا الكفين لست من عبادكا، ميلادنا أكبر من ميلادكا، إني حشوت النار في فؤادكا. كما بعثه إلى قومه، فأسلم أبوه وأبو هريرة، ثم أسلم أكثر من خمسة وسبعين رجلا منهم. شهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم فتح مكة. استشهد باليمامة على قول ابن سعد، وباليرموك على قول ابن حبان.
لما أسلم الطفيل هددته قريش فأنشد [من الوافر] :
«ألا أبلغ لديك بني لؤيّ ... على الشّنان والغضب المردّي
بأنّ الله ربّ الناس فرد ... تعالى جدّه عن كلّ ندّ
وأنّ محمدا عبد رسول ... دليل هدى وموضح كلّ رشد
رأيت له دلائل أنبأتني ... بأنّ سبيله يهدي لقصد
وأنّ الله جلّله بهاء ... وأعلى جدّه في كلّ جدّ»
«١»
(١) الصفدي، الوافي بالوفيات ١٦/ ٤٦٠- ٤٦١؛ ابن حجر، الإصابة ٢/ ٢٢٥- ٢٢٦؛ الزركلي، الأعلام ٣/ ٢٢٧.