للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصحابة وترك عليا، قال له لم ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخرتك لنفسي أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة.

فبكى علي (ض) وقال [من الطويل] :

«أقيك بنفسي أيها المصطفى الذي ... هدانا به الرحمن من غمة الجهل

وأفديك حوبائي وما قدر مهجتي ... لمن أنتمي فيه إلى الفرع والأصل

ومن ضمّني مذ كنت طفلا ويافعا ... وأنعشني بالعلّ منه وبالنهل

ومن جدّه جدّي ومن عمه أبي ... ومن نجله نجلي ومن بنته أهلي

لك الفضل إني ما حييت لشاكر ... لإتمام ما أوليت يا خاتم الرسل»

ولما انتصر الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض المعارك أنشد الإمام علي (ض) [من الطويل] :

«ألم تر أنّ الله أبلى رسوله ... بلاء عزيز ذي اقتدار وذي فضل

بما أنزل الكفار دار مذلّة ... فألفوا أسارى من هوان ومن ذلّ

فأمسى رسول الله قد عزّ نصره ... وكان رسول الله أرسل بالعدل»

وقال يرثيه صلى الله عليه وسلم [من الطويل] :

«أمن بعد تكفين النبيّ ودفنه ... بأثوابه آسى على هالك ثوى

رزئنا رسول الله فيك فلن نرى ... بذاك عديلا ما حيينا من الردى

وكنت لنا كالحصن من دون أهله ... له معقل حرز حريز من العدى

وكنا بمرآكم نرى النور والهدى ... صباحا مساء راح فينا أو اغتدى

لقد غشيتنا ظلمة بعد فقدكم ... نهارا وقد زادت على ظلمة الدّجى

فيا خير من ضمّ الجوانح والحشا ... ويا خير ميت ضمّه التّرب والثّرى»

«١»

٢٤٣ علي بن أحمد بن علي بن لبّال

ولد في شريش شذونة بجنوب الأندلس، عام ٥٠٨ هـ/ ١١١٤ م. إشتهر


(١) علي بن أبي طالب، ديوان أمير المؤمنين، تحقيق عبد العزيز كرم (دمشق ١٩٦٠) ص ٧ وما بعدها؛ الصفدي، الوافي بالوفيات ٢١/ ٢٦٩- ٢٨٢؛ الزركلي، الأعلام ٤/ ٢٩٥- ٢٩٦؛ كحالة، معجم ٧/ ١١٢.

<<  <   >  >>