للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالمشركين المضاجع

أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أنّ ما قال واقع»

ولما تهيأ ابن رواحة للخروج إلى مؤته ودّع النبي صلى الله عليه وسلم وقال [من البسيط] :

«إنّي تفرّست فيك الخير أعرفه ... والله يعلم أن ما خانني البصر

أنت النبيّ ومن يحرم شفاعته ... يوم الحساب لقد أودى به القدر

فثبّت الله ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا»

ولما شيّع الرسول صلى الله عليه وسلم المجاهدين إلى مؤته قال ابن رواحة [من الكامل] :

«خلف السلام على امرىء ودّعته ... في النّخل خير مشيّع وخليل»

وقيل من أحسن ما أنشد ابن رواحة في النبي صلى الله عليه وسلم [من البسيط] :

«لو لم تكن فيه آيات مبينة ... لكان منظره ينبيك بالخبر»

لقد كان ينافح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويدافع عن الإسلام بلسانه وسيفه، ويكفيه فخرا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عنه: «رحم الله أخي عبد الله بن رواحة كان أينما أدركته الصلاة أناخ» «١» .


(١) تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر. تحقيق: د. شكري فيصل- سكينة الشهابي، مطاع الطرابيشي، مجمع اللغة العربية، دمشق ١٩٨٢، ٣٠٣- ٣٥٨؛ الصفدي، الوافي بالوفيات ١٧/ ١٦٨- ١٧٠؛ ابن عبد ربه، العقد الفريد ٥/ ٢٧٨؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٤/ ٢٤١ ٢٥٥؛ الأصفهاني، حلية الأولياء ١/ ١٢٠؛ الكاندهلوي، حياة الصحابة ١/ ٦٨٧- ٦٩٣؛ النويري، نهاية الأرب ٣/ ٢٢٧ و ١٧/ ٣٨؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق ١/ ١٥٢؛ محمد حسنين هيكل، حياة محمد (القاهرة ١٣٥٨ هـ) ص ٣٩٤؛ الزركلي، الأعلام ٤/ ٨٦؛ ابن هشام، السيرة النبوية ٢/ ٦١٨؛ جميل سلطان، عبد الله بن رواحة (دمشق ١٩٧٣) ص ٥ وما بعدها؛ الأصفهاني، دلائل النبوة، ص ١٨٧ وما بعدها؛ رضا، محمد رسول الله، ص ٢٩٦- ٢٩٨؛ مروة، أحسن الأثر، ص ١٦٩؛ عبد الرحمن عزام، بطل الأبطال، (القاهرة ١٩٥٤) ص ٥٤؛ اليافعي، مرآة الجنان ١/ ١٤- ١٥؛ الحافظ الذهبي، السيرة.

<<  <   >  >>