للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذ أجاري الشيطان في سنن الغ ... يّ أنا في ذا خاسر مثبور «١»

إنّ ما جئتنا به حقّ وصدق ... ساطع نوره مضيء منير

جئتنا باليقين والصدق والبرّ ... وفي الصدق واليقين السرور

أذهب الله ضلة الجهل عنا ... وأتانا الرخاء والميسور»

وفي قصيدة أخرى يبين ندمه وأسفه على ما بدر منه [من الكامل] :

«سرت الهموم بمنزل السهم ... إذ كنّ بين الجلد والعظم

ندما على ما كان من زلل ... إذ كنت في فنن من الإثم

حيران يعمه في ضلالته ... مستوردا الشرائع الظلم

فاليوم آمن بعد قسوته ... عظمي وآمن بعده لحمي

بمحمد وبما يجيء به ... من سنة البرهان والحكم»

وأخذت قصائد مدحه للنبي صلى الله عليه وسلم تتوارد ليفسخ بها ما قد مضى من شعره إبان كفره [من الكامل] : ليه سمة المليك نور أغر مختوم]

«منع الرقاد بلابل وهموم ... والليل معتلج الرواق بهيم «٢»

مما أتاني أنّ أحمد لا مني ... فيه فبتّ كأنني محموم

يا خير من حملت على أوصالها ... عيرانة سرح اليدين غشوم «٣»

إني لمعتذر إليك من الذي ... أسديت إذ أنا في الضلال مقيم

فاليوم آمن بالنبيّ محمد ... قلبي ومخطىء هذه محروم

مضت العداوة وانقضت أسبابها ... وأتت أواصر بيننا وحلوم

فاغفر فدى لك والديّ كلاهما ... وارحم فإنك راحم مرحوم

وعليك من سمة المليك علامة ... نور أغرّ وخاتم مختوم

أعطاك بعد محبة برهانه ... شرفا وبرهان الإله عظيم

ولقد شهدت بأنّ دينك صادق ... حقّ وأنك في المعاد جسيم


(١) مثبور: هالك.
(٢) بلابل: وساوس. معتلج: مضطرب. بهيم: لا ضوء فيه.
(٣) عيرانة: راحلة. غشوم: لا يثنيها عن مرادها شيء.

<<  <   >  >>