وافى بدين قيّم ذلّت به ... ضمن العقول بطبعها العوجاء
وبدت لنا من برج طالع بدره ... رغم العماة محجّة سمحاء
شهد العدى طوعا بعزّة أمره ... والفضل ما شهدت به الأعداء
نسخ الشرائع كلّها بشريعة ... خضعت لحكمة نصّها الحكماء
وأتى بتوحيد فنزّه ربّه ... وهو المنزّه ما له شركاء
خذ إثر سرّ الكائنات محمد ... من شرّفت بجنابه الأسماء»
وفي قصيدة أخرى [من الخفيف] :
«وخذ المصطفى إماما كريما ... جاء للهدي بالطريق الوضاح
عمّنا بالهدى فرحنا بنور ... أبديّ على الصراط الصراح
قد حسونا راح المحبة فيه ... خلّ للجاحدين شرب الرّاح
جاء والكون في ظلام بهيم ... فبدا نوره بكلّ النواحي
الحبيب العظيم معنى التدلّي ... والتجلّي وكنز كلّ سماح
هو روحي وروح معنى فتوحي ... واختتامي وفي الشؤون افتتاحي»
وعن منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة لسائر الأنبياء والمرسلين يقول [من الكامل] :
«بمحمد شمس الرسالة تلمع ... وبه براهين النبوة تسطع
وإليه زهر الأنبياء وإن علت ... في كلّ أمر في القيامة ترجع
كشفوا الحروف بنوره في طيّهم ... هو شمسهم هو قطبهم والمطلع
هو سرّ أمر الله في أكوانه ... يصل الحبال كما يشاء ويقطع»
وفي ثانية [من الطويل] :
«وأنت صدر المرسلين جميعهم ... وفي مجلس الإجلال ذو رتبة الصّدر
فأنت لهم روح بمعراج سرّهم ... وأنت لهم عزم لدى الحثّ بالسير
لئن سبقوا في نسقة الخلق بعثة ... فأنت سبقت الكلّ في عالم الأمر»
ويعلن خالص محبته للرسول صلى الله عليه وسلم [من الرجز] : مين اعلم الله سر أمره]
«حبّ النبيّ الهاشميّ ديني ... صلّى عليه واهب اليقين
فضاء في سريرتي غرامه ... وقام من قبل عجين طيني