ذو المعجزات الغرّ والآي الألى ... أكبرن عن عدّ وعن إحصاء
قد بشّر الرسل الكرام ببعثه ... وتقدّم الكهّان بالأنباء
أكرم بها بشرى على قدم سرت ... في الكون كالأرواح في الأعضاء
أمسى بها الإسلام يشرق نوره ... والكفر أصبح فاحم الأرجاء
هو آية الله التي أنوارها ... تجلو ظلام الشّكّ أيّ جلاء
والشمس لا تخفى مزيّة فضلها ... إلّا على ذي المقلة العمياء
يا مصطفى والكون لم تعلق به ... من بعد أيدي الخلق والإنشاء
يا مظهر الحقّ الجليّ ومطلع ال ... نور السنيّ الساطع الأضواء
يا ملجأ الخلق المشفّع فيهم ... يا رحمة الأموات والأحياء
يا آسي المرضى ومنتجع الرضى ... ومواسي الأيتام والضعفاء
أشكو إليك وأنت خير مؤمّل ... داء الذنوب وفي يديك دوائي
إني مددت يدي إليك تضرّعا ... حاشا وكلّا أن يخيب رجائي
إن كنت لم أخلص إليك فإنما ... خلصت إليك محبّتي وندائي»
وكان قبل هذا التاريخ بعامين أي في عام ٧٦٥ هـ/ ١٣٦٣ م وبمناسبة عيد المولد أيضا قد نظم قصيدة نبوية أنشدها أمام سلطان الأندلس، ومطلعها [من الطويل] : لوذ بشفاعته عيسى وموسى بن عمران]
«لعلّ الصّبّا إن صافحت روض نعمان ... تؤدّي أمان القلب عن ظبية البان»
وفيها:
«إليك رسول الله دعوة نازح ... خفوق الحشا رهن المطامع هيمان
وسيلتي العظمى شفاعتك التي ... يلوذ بها عيسى وموسى بن عمران
فأنت حبيب الله خاتم رسله ... وأكرم مخصوص بزلفى ورضوان
وحسبك أن سمّاك أسماءه العلا ... وذاك كمال لا يشاب بنقصان
وأنت لهذا الكون علة كونه ... ولولاك ما امتاز الوجود بأكوان
خلاصة صفو المجد من آل هاشم ... ونكتة سرّ الفخر من آل عدنان
وسيد هذا الخلق من نسل آدم ... وأكرم مبعوث إلى الإنس والجان
وكم آية أطلعت في أفق الهدى ... يبين صباح الرّشد منها ليقظان
وأكرم بايات تحدّيتنا بها ... ولا مثل آيات لمحكم فرقان