للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عطفا على عبد تعلق حبّكم ... طفلا وفي صدق المحبة شاخا»

وفي ثالثة [من الكامل] :

«أزكى البرية عنصرا وأعزّهم ... بيتا وأولى بالفخار وأجمع

وأمدّ كفّا بالنّدى وأتمّهم ... حلما وأصدق في المقال وأسرع

وأشدّهم بأسا إذا التظت الوغى ... والسمهرية بالأسنّة تشرع

جمعت له غرّ المناقب فهي كال ... عقد النّظيم لديه لا تتوزّع

هو صفوة الرحمن وهو حبيبه ... وله المقامات التي لا تدفع

حلّاه من أنواره وكساه من ... أسنى المواهب حلّة لا تنزع

وجلاه في ملكوته وأباحه ... ما كان يطلبه سواه فيمنع

يا خير من برأ المهيمن وارتضى ... لبلاغ حجّته التي لا تقطع

سل جبر أمّتك الكسيرة إنّه ... لم يبق في قوس التجلّد منزع»

وله لامية على غرار بانت سعاد، مطلعها [من البسيط] :

«ركب الحجاز ومنك الخير مأمول ... هل عندك اليوم للمشتاق تنويل»

وفيها:

«إنّ الرسول لنور ليس يدركه ... نقص المحاق ولا يخفيه تأفيل «١»

يا سيد الناس في الدنيا وسيدهم ... يوم القيامة منك الخير مأمول

حبّرت فيك قصيدا حسن مدحك في ... رؤوس أبياتها الحسنى أكاليل

نظمتها وزن من قد قال مبتدئا ... بانت سعاد فقلبي اليوم متبول»

وقد أخذ الصرصري الحديثين النبويين الشريفين: «البخيل لمن ذكرت عنده فلم يصلّ علي» و «من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» نظمها شعرا [من الكامل] :

«من لم يصلّ عليه إن ذكر اسمه ... فهو البخيل وزده وصف جبان

وإذا الفتى صلّى عليه مرة ... من سائر الأقطار والبلدان


(١) المحاق: آخر الشهر القمري. والتأفيل: الغياب.

<<  <   >  >>