للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي القيامة تبدو شمس رتبته ... كأنّها فوق هام الخلق إكليل

يجرّ في الحشر ذيلا من سيادته ... بفضله كلّ خلق الله مشمول

حيث الشفاعة لا ترضى سواه ولا ... يقوى لخطبتها الغرّ البهاليل «١»

قد أحجم الرسل حتى قال قائلهم ... في ظلّ أحمد يا كلّ الورى قيلوا «٢»

يرى هنالك مشغولا بأمته ... والكلّ بالنفس عن كلّ مشاغيل

مقامه ثمّ محمود وفي يده ... فوق الجميع لواء الحمد محمول

هذا هو الجود ضيف الله خصّ به ... محمد ولكلّ الخلق تطفيل

ويبين قصور الشعراء في مديحه صلى الله عليه وسلم [من البسيط] :

خاضوا بمدحك هذا البحر ما بلغوا ... كعبا فعادوا لهم بالعجز تخجيل

لكن لكعبك يا خير الأنام على ... رؤوسنا ثابت فضل وتفضيل

عليك أزكى صلاة الله وهي لنا ... مسك الختام بها للخير تكميل»

وفي قصيدة أخرى جاء قوله [من الكامل] : جل الرسل قدرا وأعلاهم مجدا]

«أقبل على مدح النبيّ مفخمّا ... ومنصّصا ومخصّصا ومعمّما

ومبجّلا ومفضّلا ومعظما ... ومحيّا ومصلّيا ومسلّما

الله قد صلّى عليه وسلّما

هو سيّد الرسل الكرام محمد ... أولاهم بعلا المحامد أحمد

وأجلّهم قدرا وأمجد أسعد ... ولقد علاهم فاتحا ومتمّما

الله قد صلّى عليه وسلّما

لا خلق أفضل منه عند الخالق ... في العالمين مخالف وموافق

من حاضر من سابق من لاحق ... ما ثمّ إلا الله أعلى أعظاما

الله قد صلّى عليه وسلّما

خير الورى نسبا وأفضل عنصرا ... أذكاهم خبرا وأطيب مخبرا

أسماهم خطبا وأرفع منبرا ... يوم الفخار إذا الحسود تكلما


(١) الغر البهاليل: هنا الرسل.
(٢) قيلوا: من القيلولة.

<<  <   >  >>