رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمه نساؤه، فدخلت على حفصة فقلت: يا بنية أنظري لا تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء، ولا تسأليه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عنده دينار ولا درهم يعطيكن، فما كان لك من حاجة حتى دهنك فسليني، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح في مصلاه وجلس الناس حوله حتى تطلع الشمس، ثم يدخل على نسائه امرأة امرأة، يسلم عليهن، ويدعو لهن، فإذا كان يوم إحداهن كان عندها وأنها أهديت لحفصة عكة فيها عسل من الطائف، أو من مكة فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها حبسته حتى تلعقه وتسقيه منها، وإن عائشة أنكرت احتباسه عنها، فقالت لجويرية عندها حبشية يقال لها خضراء إذا دخل على حفصة فادخلي عليها فأنظري ما يصنع؟ فأخبرتها الجارية بشأن العسل، فأرسلت إلى صواحبها، فأخبرتهن وقالت: إذا دخل عليكن فقلن: إنا نجد منك ريح مغافير، ثم إنه دخل على عائشة فقالت يا رسول الله أطعمت شيئا منذ اليوم؟ لكأني أجد منك ريح مغافير، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد شيء عليه أن يوجد منه ريح شيء، فقال: هو عسل، والله لا أطعمه أبدا، حتى إذا كان يوم حفصة قالت: يا رسول الله إن لي حاجة إلى أبي نفقة لي عنده فأذن لي آتيه، فأذن لها، ثم أرسل إلى مارية جاريته فأدخلها بيت حفصة، فوقع عليها، فقالت حفصة: فوجدت