وأما مكة السدر: فهو جزء من شارع الحج اليوم، مبتدؤه من المحدث ومنتهاه منطقة سجن مكة، لأن منطقة سجن مكة هي بطن وادي فخ، وإن شئت أن تقول: إنّ مكة السدر تنتهي بالسد الأسمنتي الذي أقيم في وادي فخ قبيل السجن لما أبعدت أيضا. هذه هي مكة السدر. وقد وهم الأستاذ البلادي عندما جعل مكة السدر هي: الصفيراء فقط،فالصفيراء في الجهة الجنوبية للمحدث، مع أن مكة السدر في الجهة الشمالية-والله أعلم-. (١) ديوانه ص:٦٦ - ٦٧ نقلا عن الأغاني. (٢) هذا الشعب هو الذي كان فيه طريق الجعرانة القديم، ولا زالت آثاره بائنة، وقد أقيم في صدر هذا الشعب خزان كبير للمياه وامتدت على طول الشعب تحت الأرض مواسير هذا الخزان التي تسقي بعض نواحي مكة المكرّمة، ويمتد هذا الشعب من جبال نقواء إلى شارع الحج، ويلتقي سيل هذا الشعب مع وادي فخ (خريق العشر) عند أسواق الدوّاس في شارع الحج، وهناك يلتقي بفخ أيضا شعب أذاخر الشامي. وفي صدر شعب بني عبد الله هذا أنعم الله عليّ بتملك مزرعة حفرت فيها بعض الآبار، وإذا أردت هذا الشعب الآن فاسلك طريق الطائف السيل السريع، ثم بعد جبل حراء بمسافة خذ يسارا تجد طريقا ترابيا، ثم امض قليلا فهذا الغميم، وبعد الغميم بقليل تجد على يمينك صخرة عظيمة واسعة الأعلى مستدقة الأسفل جدّا كأنها قمع، فهذا هو (القمعة) التي سيأتي ذكرها بعد قليل، وبعد القمعة تكون قد دخلت في شعب بني عبد الله، فامض صاعدا، وستجد على يسارك عند منطقة العسيلة صخورا كبارا عليها كتابات قديمة، بالخط الكوفي أرّخ بعضها سنة ثمانين هجرية، وبعضها الآخر في سنة (٩٤) هجرية، وخطوط أخرى جميلة مقرؤة، وعلى يسار هذه الصخور تجد آبار العسيلة العذبة، ثم تمضي في طريقك صاعدا وستلقى أمامك مزارع حديثة، وعلى يمينك خزان المياه السالف الذكر، ثم إذا مضيت قليلا تجد ثنية تظهرك على حائط ثرير الذي ينسب لعبد الله بن الزبير، هذه الثنية هي (النقواء السفلى) أو (المستوفرة) وتجد على يمينك على جبل هناك علامة من علامات حدود الحرم، وهذه الثنية ينقسم سيلها قسمين فما سال على حائط ثرير فهو حلّ، وما سال منها على شعب بني عبد الله فهو حرم. وإنما أطلت في هذا التعليق حتى يغنينا عن التعليق على الأماكن المذكورة بعد في هذا الشعب. وقد أوقفني على كثير من هذه المواضع الشريف محمد بن فوزان الحارثي. وانظر كتابنا عن حدود الحرم المكي الشريف.