وزمزم طعم وشرب لمن ... أراد الطّعام وفيها الشّفا
وزمزم تنفي هموم الصّدى ... وزمزم من كلّ سقم دوا
وليست كزمزم في أرضكم ... كما ليس نحن وأنتم سوا
وفينا سقاية عمّ الرّسول ... ومنها النّبيّ إمتلا وارتوا
وفينا الحجون فأكرم به ... وفينا كديّ وفينا كدا
وفينا المقام فأكرم به ... وفينا المحصّب والمختبا
وفينا الأباطح والمروتان ... فبخ بخ فمن مثلنا يا فتى؟
وفينا المشاعر منشا النّبيّ ... وأجياد والرّكن والمتّكا
وثور فهل عندكم مثل ثو ... ر؟ وفينا حراء وفيه اختبا
نبيّ الإله من المشركين ... ومعه أبو بكر المرتضى
وكم بين أحد إذا جاء فخر ... وبين القبيسيّ فيما ترى
وبلدتنا حرم لم تزل ... محرّمة الصّيد فيما خلا
ويثرب كانت فلا تكذبن ... حلالا لكم بين هذا وذا
فحرّمها بعد ذاك النّبيّ ... فمن أجل ذلك جاء كذا
ولو قتل الوحش في يثرب ... لما فدي الوحش حتّى اللّقا
ولو قتلت عندنا نملة ... أخذتم بها أو تؤدّوا الفدا
فلولا زيارة قبر النّبيّ ... لكنتم كسائر من قد يرى
وليس النّبيّ بها ثاويا ... ولكن ببطن جنان العلا
فلا تفحشنّ علينا المقال ... ولا تنطقنّ بقول الخنا
ولا تفخرنّ علينا ولا ... تقل ما يشينك عند الملا
ولا تهج بالشّعر أرض الحرام ... وكفّ لسانك عن ذي طوى
وإلاّ فجاءك ما لا تريد ... من الشتم في يثرب والأذى