للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنقصان راجعًا إلى الجزاء والثواب والمدح والثناء، دون نقص وزيادة في تصديق (١) .

ويقول أبو المعين النَّسفي (٢) في بيان وجه الزيادة الحاصلة في الإيمان: (إذا كان الإيمان هو التصديق، وهو في نفسه مما لا يتزايد، وما لا يتزايد فلا نقصان له إلَاّ بالعدم، ولا زيادة عليه إلاّ بانضمام مثله إليه =فكان تأويل ماورد في الزيادة في الإيمان على مارُوي عن أبي حنيفة -رحمه الله- أنهم كانوا آمنوا في الجملة، ثم يأتي فرض بعد فرض فيؤمن بكل فرض جاء؛ فيزداد إيمانه بالتفسير مع إيمانه بالجملة، وإن كان بالجملة في التحقيق إيمان به. . . وكذا الثبات على الإيمان والدوام عليه في كل ساعة، إذ يوجد في كل ساعة مثل ما انعدم في الأولى، كما يوجد درهم، ثم يزداد عليه في كل ساعة درهم، لا أنَّ تلك الزيادة في نفسه إذ هو غيرمحتمل للتجزؤ، ويحتمل الزيادة عليه أن يزداد نوره وضياؤه في القلوب بالأعمال الصالحة وينقص ذلك بالمعاصي إذ الإيمان له نور وضياء ... ) (٣)

فالزيادة والنقص كما ترى عند مُرجئة المتكلمين لا ترجع إلى ذات


(١) "الإنصاف"للباقلَّاني (٥٧ - ٥٨) والباقلاني (٣٣٨ - ٤٠٣ هـ):هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر البصري، أبو بكر الباقلَاّني، أصولي فقيه متكلِّم من كبار أعلام الأشاعرة، من تصانيفه: "الانتصار للقرآن"،و"الإنصاف"=انظر: "السير" (١٧/ ١٩٠)
(٢) أبو المعين النَّسَفي (٤٣٨ - ٥٠٨ هـ):هو ميمون بن محمد بن محمد بن معتمد النّسفي المكحولي الحنفي، أبوالمعين سيف الحق، من أبرز علماء الكلام الذين نصروا طريقة أَبي منصور الماتريدي، من مؤلفاته: "تبصرة الأدلة"،و"بحر الكلام"،و"التمهيد"=انظر: "الفوائد البهية"للكنوي (٢١٦)،و"الأعلام" (٧/ ٣٤١)
(٣) "تبصرة الأدلة"للنَّسفي (٢/ ٨٠٩) وانظر: "شرح المسايرة" لابن أبي الشريف (٣٠٧ - ٣٠٨)، و"تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد" (٥٠ - ٥١)،و"تأنيب الخطيب" للكوثري (١٠٩)

<<  <   >  >>