للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المحمود. كما قال تعالى {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩)} الإسراء

قال الإمام ابن أبي زمنين: (عَسَى من الله واجبة. والمقام المحمود: الشفاعة (١) .

المُتعلَّق الثاني: الشفاعة لأَهل الجنَّةِ. ويندرج تحتها أنواع من الشفاعات:

النوع الأول: الشفاعة لقومٍ أن يدخلوا الجنة بغير حساب (٢) .

النوع الثاني: الشّفاعة لأَهل الجنة أن يدخلوا الجنة. وهذه مختصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - (٣) .

النوع الثالث: الشفاعة في زيادة الدَّرجات في الجنة لأَهلها وترفيعها (٤) .

المتعلق الثالث: الشفاعة لأهل الكبائر. وينطوي تحتها نوعان:

النوع الأوَّل: الشفاعة في قوم استوجبوا النَّار بذنوبهم ألاّ يدخلوها، فيشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيره ممن أذن الله له أن يشفع فيهم. وهذا النوع وإن لم يدل على تعيينه دليل صريح؛ كما صَرَّح بذلك الإمام ابن قيمٍ الجوزية، حيث قال: (وهذا النوع -يعني: الشفاعة فيمن استحق دخول النار ألاّ يدخلها- لم أقف إلى الآن على حديثٍ يدلّ عليه. وأكثر الأحاديث صريحةٌ في أن الشفاعة في أَهل التوحيد من أرباب الكبائر إنما تكون بعد دخولهم النار. وأمّا أنْ يشفع فيهم قبل الدخول؛ فلا يدخلون


(١) تفسير القرآن العزيز (٣/ ٣٤)
(٢) انظر: "إكمال المعلم"للقاضي عياض (١/ ٨٢٤ - ط/الوطن) و"مجموع الفتاوى" (١٤/ ٣٩٩) "إثبات الشَّفاعة" للذهبي (٢١)
(٣) انظر: "تهذيب السنن" (٧/ ١٣٣) لابن القيم، و"إثبات الشفاعة" (٢١)
(٤) انظر: "إكمال المعلم" (١/ ٨٢٤)،و"مجموع الفتاوى" (١٤/ ٣٩٩)

<<  <   >  >>