للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

= فلمْ أظفَرْ فيه بِنَصٍّ) (١)

إلَّا أنَّه يَنْدَرِجُ تحت عمومات أحاديث الشفاعة، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) (٢) فإن شفاعته لأهل الكبائر من هذه الأمة تتناول شفاعته لهم لبعضهم: ألاّ يدخلها. ولِمَنْ دخَلَها: أنْ يخرج منها.

النوع الثاني: الشفاعة فيمن دخل النار من أهل الكبائر: أن يخرج منها. (٣)

المتعلق الرابع: الشفاعة لأبي طالب أن يخفف عنه. وهذه الشفاعة ليست مناقضةً للدَّلائل القُرآنيةِ التي تنفي نفْع الشفاعة للمشركين؛ لأنَّ الشّفاعةَ المنفيةَ شفاعةٌ مخصوصة بالتخليص من العذاب؛ فإن الشفاعة في الخروج من النار لا تتناول أهل الإشراك. وأبو طالب مات مشركًا، ثُمَّ إنَّه لا تعارض بين عامٍّ وخاص؛ لأَنَّ البناء والجمعَ حينئذٍ متأتٍّ (٤)

ولا خلاف بين أهل السنة والجماعة في الشفاعة وما يتعلق بها، وإنما وقع الخلاف في ترتيبها والزيادة في بعض أنواعها لقوة الدَّليل المُلْحِق لبعض هذه الأنواع.

والدلائل القرآنية تقضي بثبوت أصل الشفاعة: إمّا إثباتًا صريحًا، وإمَّا إثباتًا بالإشارة.


(١) "تهذيب السُّنن"لابن قيِّم الجوزية (٧/ ١٣٤)
(٢) أخرجه الترمذي كتاب "صفة القيامة"باب"ماجاء في الشفاعة" (٤/ ٥٣٩ - رقم [٢٤٣٥]) = =قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وأبو داود كتاب "السنة" باب "الشفاعة" (٥/ ٧٠ - رقم [٤٧٣٩])،والحاكم في "المستدرك" (١/ ٦٩) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه بهذا اللفظ)
(٣) انظر: "إكمال المعلم" (١/ ٨٢٤) و"التذكرة"للقرطبي (٢/ ٧٧٤) و"تهذيب السنن" (٧/ ١٣٣) و"إثبات الشفاعة" (٢١)
(٤) انظر: "المُفْهم" (١/ ٤٥٧)

<<  <   >  >>