للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيثُ الخاصَّة النَّبويَّةِ امتاز عنهم، وهو الَّذي شَهِد له العليُّ الأَعلى: بأنَّ بَصَرَهُ ما زاغ وما طغى، وبأنَّ فؤادَهُ ما كذب ما رأى، وبأنَّ قوله وحْيٌ يوحى، وأنَّه ما ينْطِقُ عن الهوى) (١)

قد قدحَ بعضهم في دلالة هذا الحديث، ولم يرتضِ ما دلَّ عليه من تأثير السِّحر في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وقد كان حاصل مواقف الآبين لما تضمنه الحديث يؤول إلى مَوْقِفَين:

الأول: من ردَّ الحديث مطلقًا، ورماه بالوضْع:

وممن ذهب إلى هذا القول من المتقدمين: المعتزلة، وأبومنصور الماتُريدي (٢)، وأبوبكر الجصَّاص (٣) ومن المتأخرين: الشيخ محمد عبده، وتلميذه محمد رشيد رضا. وغيرهم

الثَّاني: من تأوله، وصَرَفَه عن ظاهره وتعسَّف في توجيهه:

كما فعل الطاهرُ بن عاشور (٤) - رحمه الله -.


(١) "المفهم" (٥/ ٥٧٠ - ٥٧١)
(٢) أبو منصور الماتريدي (؟ -٣٣٣ هـ): هو محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمرقندي، من أئمة علماء الكلام له مذهب مستقل امتاز به، إليه يُنسب المذهب الماتريدي، من تصانيفه: "أوهام المعتزلة"، و"مآخذ الشَّرائع"=انظر: "الأعلام" (٧/ ١٩)
(٣) أبو بكر الجَصَّاص (؟ -٣٧٠ هـ): هو أحمد بن علي الرَّازي، أبو بكر الجَصَّاص، من أئمة الحنفية، وقيل: كان يميل إلى الاعتزال، من تصانيفه "أحكام القرآن" =انظر:= ="السِّير" (١٦/ ٣٤٠)
(٤) محمد الطَّاهر بن عاشور (١٢٩٦ - ١٣٩٣ هـ): هو محمَّد الطاَّهر بن عاشور، رئيس المُفتين المالكيين بتونس، وشيخ جامع الزَّيتونة، وأحد أعضاء المَجْمعين العربيين في دمشق والقاهرة، من تصانيفه: "موجز البلاغة"، و"مقاصد الشَّريعة الإسلاميَّة"=انظر: "الأعلام" (٦/ ١٧٤)

<<  <   >  >>