وقد يُشكل على بعضهم أَنّ وجه مخالفة هذه المعجزات لضرورة العقل خُرُوجُها عن مقتضى قانون السَّببيّة الَّذي لا يُشكُّ أَنّه من مقرّرات العقل الفطريّه.
ومن أَلْطَفَ النَّظرَ عَلِمَ أَنّ إِثبات أَهل السُّنة لهذه الآيات كما هو مقرر في الأدلة الشرعية لا يناقض الضرورة العقليَّةَ؛ لأنَّ حصول هذه المعجزات وخروجها عن مقتضى الأَسباب المخلوقة التي أجْراها الله في الكون=لا يلزم منه أَنّها حادثة بلا سبب مطلقًا؛ بل حدوثها كان مباشرة من مُسبِّبها الحقيقي وخالقها، وهو الله تعالى، دون توسُّط السبب المخلوق.
وبذلك انجابت عن الأحاديث المثْبِتَةِ لهذه الآياتِ غواشي الشبهات، وانكشف -بحمدلله-زيفُها.