للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الخيال الشَّعبي، ولدى رواة المدح والتعظيم =أحدَ وسائل التخييل وطرق الإقناع) (١)

وهو أَيضًا وسيلة للتّمكُّن من (أَداء وظيفة هامة تتمثَّل في توفير عُنصر التوزان النَّفسي والاجتماعي الَّذي كان يَنْشُدُه المجتمع المسلم، فقد وجَدَ في هذه التصوَّرات الموسَّعة مجالًا رحبًا لإِشباع رغبته في التعرُّف على عناصر الوجود ووظائفها وتكاملها في مهامِّها؛ ولاشكَّ أَنَّ هذه المعرفة -الوهمية عندنا، والحقيقية عند أَصحابها-عملت على تجاوز واقع الضَّبابيّة والتِّيه قصد فهم مَنزلة الإِنسان في الكون، والعمل على وضع العناصر الثَّابتة للضمير الإسلامي؛ ولم يعد القمر عنصر تعبُّد كما عند السَّابقين =بل صار آية إلهيةً دالةً على معانٍ عديدة ومحددة في مسارها المعتاد، وفي انشقاقها الخاص؛ في آن) (٢)

وأمّا يحيى محمد فغاية ما وصل إليه علمه أنَّ انشقاق القمر معارض لمقتضى العلم، وهذه الدعوى عَريّة عما يُقيم أَودها من براهين العلم الذي يدعي استناده إليها؛ حيث يقول: ( .. ومن الرِّوايات الأُخرى التي تعارض العلم =ماجاء حول شَقِّ القمر .. ) (٣) ثم ساق الاعتراضات ذاتها التي سبق ذكرها.

فهذه المعارضات عند التحقيق لا تخرج عما سلف سوقه من المعارضات.


(١) "من العقيدة إلى الثَّورة"حسن حنفي (٤/ ١٤٩ - ١٥٠)
(٢) "المخيال العربي في الأحاديث المنسوبة إلى الرَّسول "لمنصف الجزَّار (٣٩٥)
(٣) "مشكلة الحديث"ليحيى محمَّد (١٥٧ - ١٥٨)

<<  <   >  >>