للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-عندهم- أَن يلحق العالم تغيّرٌ إلَاّ إذا لحق هذا التغيُّر علته -أي الله- فالثاني مستحيل وكذا الأوَّل؛ ومن المعلوم بطلان ذلك شَرعًا، وحِسًّا، فأمَّا شرعًا فالبراهين الدَّالة على كمال قدرة الله تعالى، وكمال مشيئته؛ إذ مقتضى قولهم سلب هاتين الصِّفتين عنه تعالى وهذا خلاف مادلت عليه دلائل الشَّرع، وهو أَيضًا خلاف ما كشفتْه الأبحاث العلمية المتأخّرة؛ فإن العلم الحديث يدلّ على أن الأرض كانتْ جزءًا مما في السماء؛ على خلافٍ بينهم في تحديد أصلها. وهذا ما يدلّ عليه ظاهر القرآن الكريم؛ قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (٣٠)} الأنبياء (١) .

فعِلْم الفَلك يكشِف عن (أَنَّ الإشعاعَ الصادرَ عن الشمس يُنقِص كتلتها؛ وإن كان القدْر الذي يُنقِصُه ضئيلًا جدًّا بالنسبة لحجمها " تحويل ١% من كتلة الشمس من الهيدروجين إلى الهيليوم يمدّها بطاقة تكفي لإبقائها مضيئةً لمدة ١,٠٠٠,٠٠٠,٠٠٠ عام.

إن كمّية الطاقة التي ترسلها الشمس هي من العِظَم بحيث أن كتلة الشمس تتناقص بمعدّل ٤,٣ بليون كيلو جرام في كلّ ثانية! ولكنّ هذا قدرٌ ضئيلٌ جدًّا من كتلة الشمس؛ بحيث أن التغيير هذا لا يكادُ يلاحَظ .. يعتقد أن عمْر شمسنا ٤,٥ بليون سنة، وأنها ستستمر في نشاطها إلى ٤,٥ سنة أخرى) (٢)

فها هو العلم الحديث يُثبِتُ أن التغيُّر والنقص حاصلٌ في " الشمس "، وأنّ هذا الكونَ برُمّتهِ كما أنّ له بدايةً فإنّ له نهايةً؛ متى أذِن اللهُ بذلك.


(١) انظر في هذا: "التوحيد والإعجاز العلمي في القرآن" للدكتور عبد المجيد الزنداني (٦٦ - ٦٧)، و "من آيات الإعجاء العلمي السماء في القرآن الكريم" للدكتور زغلول النجّار (٩٥)
(٢) "الفيزياء ووجود الخالق" للدكتور جعفر شيخ إدريس (٧٣) و: "الموسوعة العالمية" (٢٠/ ٣٦٧٩)

<<  <   >  >>