للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول أحدُ علماء "الطبيعة البيولوجية" "فرانك آلّن": (ولكن قوانين ... "الديناميكا الحرارية " تدلّ على أن مكونات هذا الكون تفقد حرارتها تدريجيًا، وأنها سائرة حتمًا إلى يوم تصير فيه جميع الأجسام تحت درجة من الحرارة بالغة الانخفاض؛ هي الصفر المُطلَق. ويومئذٍ تنعدم الطاقة، وتستحيل الحياة .. أما الشمس المستعرة، والنجوم المتوهّجة، والأرض الغنية بأنواع الحياة = فكلُّها دليلٌ واضحٌ على أنّ أصل الكون، أو أساسه يرتبط بزمانٍ بدأَ في لحظة معيّنة؛ فهو إذًا حدَثٌ من الأحداث) (١)

وبذا تنهار تلك الرؤية الباطلة للكون؛ من جهة النقل أوّلًا، ومن جهة العقل والحسّ ثانيًا.

? وأما الزعم بأن انشقاق القمر لو وقع = لتوافرت الدواعي على نقله متواترًا، ولَمَا خفِي على أهل الأقطار؛ فيقال في جوابه:

أوّلًا: إنّ هذه الحادثة وقعتْ ليلًا، ومن شأنِ الليل أن يكون أكثر الناس فيه نيامًا، مستكنّين الأبنية (٢) .

ثانيًا: أنّ هذا إِنَّما يلزم لو جُوِّزَ استواءُ أهل الأرض في إدراك مَطالِعِه (٣) ومن المعلوم أن القمر لا يطلع على أهل الأرض كلهم في زمانٍ واحدٍ؛ بل يطلع على قوم قبل طلوعه على آخَرين.

ثالثًا: أنه يمكن حصول رؤيته لخلق كثير، ولكنهم اتّهموا أعينهم، وحسبوا أن ما رأوه خيالًا؛ ولذا لم يأبهوا بنقله وإشاعته.

رابعًا: دعواهم أنّ أهل التواريخ لم ينقلوا ذلك؛ مما يؤكد على عدم حصول هذه الآية. فيقال: النفي ليس بعلم؛ فأين البرهان على أن أهل التواريخ لم يدوّنوا ذلك في أسفارهم. ثمّ؛ إنه لم يثبت عن أحدٍ من


(١) "التوحيد والإعجاز العلمي في القرآن الكريم" (٥٩ - ٦٠)
(٢) انظر: "أعلام الحديث" للخطّابي (٣/ ١٦١٩)
(٣) انظر: "المُفهِم" لأبي العبَّاس القرطبي (٧/ ٤٠٤)

<<  <   >  >>