للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: ثبوت هذه الحادثة بنص القرآن الكريم. والقرآن منقول بنقل الكافة عن الكافة، لا يمتري في هذا اثنان.

الثاني: رواية الجمِّ الغفير لهذه الحادثة من الصحابة، وروى عنهم أمثالهم من التابعين، إلى أن دُوِّن في دواوين الإسلام. فمن أولئك: الإمام ابن عبد البَرّ - رحمه الله -؛ حيث قال: (قد روى هذا الحديث جماعة كثيرة من الصحابة، وروى ذلك أمثالهم من التابعين، ثم نقله عنهم الجمّ الغفير، إلى أن انتهى إلينا، ويؤيّد ذلك بالآية الكريمة. فلم يبق لاستبعادِ مَن استبعدَه عذرٌ) (١)، والحافظ ابن كثير - رحمه الله -؛ حيث قال: (وقد أجمع المسلمون على وقوع ذلك في زمنه عليه الصلاة والسلام، وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة من طرق متعددة، تفيد القطع عند من أحاط بها، ونظر فيها .. ) (٢)

وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: (أجمَعَ المفسّرون، وأهلُ السِّيَر على وقوعه؛ قال: ورواه من الصحابة: عليّ، وابن مسعود، وحذيفة، وجبير بن مُطعِم، وابن عمر، وابن عباس، وأنس) (٣)

وكذا مِثْله القرطبي؛ حيث قال: (وقد روى هذا الحديث جماعة كثير من الصحابة ... وفاضتْ أنوارُه علينا، وانضاف إلى ذلك ما جاء من ذلك في القرآن المتواتر عند كل إنسان؛ فقد حصل بهذه المعجزةِ العلمُ اليقين الذي لا يَشكُّ فيه أحد من العاقلين) (٤) .

وقد نظمها الإمام الكتّاني - رحمه الله - في سِلك الأحاديث التي بلغتْ مبلغَ


(١) نقلًا عن: "فتح الباري"لابن حجر (٧/ ٢٣٦)
(٢) "البداية والنهاية" (٤/ ٢٩٣)
(٣) نقلًا عن: "نظْم المتناثر من الحديث المتواتر " للكتاني (٢٢٣)
(٤) "المفهمِ" (٧/ ٤٠٣) وانظر كذلك: "الفتوحات السبحانية" للإمام المناوي (١/ ٣٤٩) و (٢/ ٣٢ - ٣٣)، و "الخصائص الكبرى" للسيوطي (١/ ٣١٢ - وما بعدها)

<<  <   >  >>