سابعًا: أنّ بعض الفلَكيين وافق ما كان مستقرًّا في قلوب أهل الإيمان؛ مما استفادوه من كلام الله تعالى، والخبرِ الثابتِ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، الذي لا يقبل الشكّ عندهم. فقد أثبتوا أن القمر قد وقع له انشقاق، والتقطوا للقمر وقتَ " البدر الكامل " صُورًا تبيّن شقّ القمر في منتصف سطحه تقريبًا. هذا بالإضافة لما استبان لبعض علماء الفضاء الذين وقفوا على وجود تمزّقات طويلة جدًّا وغائرة في متن القمر؛ مما حدا بهم إلى إثبات أن القمر كان قد انشقّ ثم اللتحم (١) وسواء كانت هذه التمزقات أثرًا عن الانشقاق أم لم تكن=فإن الضرورة الشرعية أثبتتها، وتضافر الدلائل من كتاب وسُنّة وإجماع كلّها براهين على وقوع هذه الحادثة فتخرج بذلك عن دائرة المخيال والخُرافة، ذلك أنّ التسويةَ بين الحقائق المُطابقة لما في الواقع، والخُرافة التي لاتطابق الواقع، ولم تنتصب الدلائل على تحقّقها ضربٌ من المكابرة، ومنكر القطعيات لا حيلة فيه! فليس بعد ثبوت هذه الحقائق حجةٌ لمُعتَرِضٍ، وشُبهةٌ لمُنكِر، وليس بعد الحقّ إلا الضّلال.
* * *
(١) انظر: " السماء في القرآن الكريم " (٥٤٤، ٥٤٦ - ٥٤٧)