للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس لقائل أن يقول: فقد قال في حق نوح: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} نوح:١ {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} الأعراف: ٨٥. فقد خَصّ مثل ذلك نبيَّنا بقوله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} سورة التوبة: ١٢٨، فامتنّ على قريش بذلك) (١)

وأَمَّا النَّظّام، فقد نقل ابن قتيبة - رحمه الله - قوله: (قد يجوز أَن يُجمع المُسلمون جميعًا على الخطأِ؛ قال: ومن ذلك إِجماعهم على أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بُعث إلى النَّاس كافَّةً دون جميعِ الأَنبياء، وليس كذلك. وكلُّ نبيٍّ في الأَرض بَعَثَهُ الله تعالى فإلى جميع الخلق بعثه؛ لأنَّ آيات الأَنبياء، لِشُهْرتها تبلغُ آفاقَ الأَرض، وعلى كُلِّ من بَلَغَه ذلك أَن يُصدِّقَه ويتبعه) (٢)


(١) "مُشكِل أحاديث الصحيحين "لابن الجوزي (٣/ ٤١ - ٤٢) .
(٢) "تأويل مختلف الحديث" (٢١ - ٢٢) .

<<  <   >  >>