للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- قوله تعالى {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٥٨) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (١٥٩)} النساء.

فقوله تعالى: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} آل عمران:٥٥ وقوله: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} نَصٌّ على إثبات رفعه - عليها السلام - , رفعًا حِسّيًا.

فإن قيل: لِمَ لا يُحمَل الرّفعُ هنا على رفع المكانة والحظوة , والقرآن قد أتى بهذا، فقد قال جل وعلا: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} المجادلة: ١١؟ وعلى هذا فدعوى النصيَّة والقطْع على أن المراد بالرفع هنا الرفع الحسِّي =فيها نظر.

فالجواب: إنّ احتمالَ تأرجُحِ (الرفع) في كتاب الله بين رفع المكانة والمنزلة, وبين الرفع الحسي لا يُنكَر بالنظر إلى الوضع؛ فتُلتَمَس حينئذٍ القرائن التي تُبِيْنُ عن المراد " بالرفع " في الآية. وبالنّظر إلى مجموع هذه القرائن نجد أَنها تحسِم الاحتمالَ، وتقود إلى القطع بالمراد بـ " الرفع " وأنه الرفع الحسّي لا غير.

وجُملة هذه القرائن تنقسم إلى قسمين:

-القسم الأول: قرائن خارجيّة.

-القسم الثاني: قرائن داخلية (=دلالة السياق).

فأما القسم الأوّل: وهي القرائن الخارجيَّة , فتدور حول جملةٍ من الدلالات:

الدلالة الأولى: ما تواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تواترًا معنويًا من أَنَّ عيسى - عليها السلام - ينزل في آخر الزمان. ولا معنى للنزول إلاّ كونه كان مستقرًا في السماء.

<<  <   >  >>