للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٢) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (١٠٣)} المؤمنون.

وقال جلّ وعلا: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠) نَارٌ حَامِيَةٌ (١١)} القارعة. إلى غير هذه الآيات الدالّة على ثبوته.

وقد أجمع أهل السنة والجماعة على ثبوت الميزان، وأنّ له كفتين محسوستين، وأنّ ذلك من الغَيْب الذي يجب الإيمانُ به؛ لِصحّة الدَّلائل من الكتاب والسنة عليه. وقد نَقل الإجماعَ على ذلك غيرُ واحدٍ من أهل العلم. ومِن أولئك:

-أبو إسحاق الزّجّاج - رحمه الله - حيث قال: (أَجْمَع أهل السنة على الإيمان بالميزان، وأنّ أعمال العبادِ تُوْزَن يوم القيامة ... ) (١) .

- الإمام ابن القطّان - رحمه الله - حيث قرَّر ذلك: (وأَجْمعوا على الإيمان والإقرارِ، والتصديق بالميزان الذي تُوْزَن به أعمال العباد. فمَن ثَقُلت موازينه أفلح ونجا، ومن خفّت موازينُه خاب وخسر. وأجمعوا أن كفّة السيئات تهوي إلى جهنم، وأنّ كفة الحسنات تهوي عند زيادتها إلى الجنة) (٢) .

- الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي - رحمه الله -؛ إذ بعد أن ساق الأدلة على ثبوت الميزان، قال: (والأخبار في ذلك معروفة مشهورة، والآثار


(١) "فتح الباري" (١٣/ ٦٧١ - ط/دارالسلام) .
(٢) "الإقناع" (١/ ٥٩) .

<<  <   >  >>