للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه مُدَوَّنةٌ مسطورة. وقد أجمع على معناها الأمة، وهي مما يُوجِب العلم بين الأئمة) (١) .

- الإمام السفاريني - رحمه الله - حيث قال: (وأمّا الإجْماعُ: فأجْمعَ أكابرُ محقّقي الأمة من أهل السُّنة بأن الإيمان بثبوت الوزن، والميزان = حقٌّ واجبٌ، وفَرْضٌ لازِبٌ؛ لثبوته بالسماع، وعدم استحالة ذلك عقلًا) (٢) .

فإِن قيل: يَخْدِشُ هذا الإجماعَ أمرانِ:

أحدُهما: متعلِّقٌ بثبوت أصل الميزان.

والآخر: متعلِّق بثبوت وزن الأعمال في الميزان.

أما الأوّل: ما ورد عن مجاهد (٣)، وحُكْي الضحّاك (٤)،؛ من تفسير الميزان بأنه: العدلُ، والقضاء.

فالجوابُ من وجهين:

الأول: أنّ تفسيرهم "الميزان"بالعدل، لا يلزم منه نفي الميزان الحسِّي.؛ إذ ليس هناك مُنافاة بين المعنيين توجب أنّ الأخذ بأحدهما اطِّراح للآخر، وإنمت يكون التثبت أمارةً على النَّفي، فيما يمتنع اجتماعه من المعاني، للتنافي الحاصللا بينهما؛ كقولك: فلان موجود وغير


(١) "منهاج السلامة" (١١٨) وابن ناصر الدِّين (٧٧٧ - ٨٤٢ هـ):هو مُحمَّد بن أبي بكر عبدالله بن محمَّد بن أحمد بن مجاهد، شمس الدِّين أبو عبدالله القيسي الدِّمشقي الحموي الأصل، شافعي المذهب وقيل: حنبلي، وكان -رحمه الله- أَثريًّا على طريقة أهل السُّنَّة في الاعتقاد، من مُصنَّفاته"توضيح المُشتبه"،و"السُّرَاق من الضعفاء"=انظر:"شذرات الذَّهب" (٩/ ٣٥٤ - ٣٥٦) .
(٢) "لوائح الأنوار السَّنِيّة" (١/ ١٧٩) .
(٣) أخرجه البخاي معلقًا، ووصله الفريابي في"تفسيره". كما ذكر الحافظ ابن حجر عن سفيان الثوري عن رجل عن مجاهدٍ: به وإسنادُه ضعيف لوجود الراوي المبهم فيه.
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٠/ ٦٨ - ط/هجر) من طريق جرير عن الأعمش عن مجاهد: به.
(٤) "الجامع لأحكام القرآن" (٧/ ١٦٥) .

<<  <   >  >>