للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أواخر العصر العباسي، وقسم ثالث منها يمثّل في حقيقته ضربًا من التواصُل واستيعابٍ للموروث الأسطوري الجاهلي.

وفي بيان القسمين الأولين، يقول "محمد شحرور": ( ... من هنا نقرّر جازمين أن كلّ أحاديث الغيبيّات - وهي أحاديث تعليم وأخبار، وليست أحاديث أحكام، المنسوبة إلى [النبي - صلى الله عليه وسلم -] فيها ما يريب؛ سواءً ما يحكي منها عن ملكوت الله في السموات العلى، وما يحكي منها عن غيب المستقبل من الزمن، وما سيحدث فيه من أحداث = فالقسم الأول يطفح بالقصص التوراتي وبالإسرائيليات، والقسم الثاني يطفح بالاتجاهات المذهبيّة والطائفية التي سادت المجتمع العربي الإسلامي منذ أن توفي النبي [- صلى الله عليه وسلم -] حتى أواخر العصر العباسي، وما زالت عقابيلها مؤثرةً إلى يومنا هذا) (١) .

وأمّا القسم الثالث، فيبيّنه "محمد عجينة" بقوله: ( .. هل يمكن القول بوجود قطيعةٍ ما بشأن موقف العرب من أساطير الكائنات اللاّ مرئية بين الجاهلية والإسلام؟ إنّ ما استعرضناه من المادّة الأسطورية يبين العكسَ؛ بل يبيّن ضرْبًا من التواصُل والاستيعاب للموروث الأسطوري الجاهلي، مع تطويعه بما يتلاءم والفكر الجديد) (٢) .

ووجود هذه الأساطير عن الكائنات الخرافية لها وظيفتها المعرفية عند "عجينة" ورفاقه (فلقد اضطلعت أساطير الكائنات الخرافية في المَعيش والمكتوب [كذا]؛ سواءً نظرنا إليها على مستوى الفرد، أو مستوى الجماعة، أو مستوى الكليّات البشرية = بوظائف شتّى؛ معرفية، أبستمولجيّة. كتشكيل خطاب معرفية، واعتماد الخرافة وما يجري مجراها لغايات تعليمية، أو لردّ المجتمع إلى الصواب بواسطة


(١) "نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي"لشحرور (١٥٧) .
(٢) "موسوعة أَساطير العرب" (٤٢٦) .

<<  <   >  >>