للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مستحيلةً .. ثمَّ إن النفس النائمة ينقطع الاتصال بينها وبين العالم الخارجي، أو على الأقل يخفّ الاتصال بينها وبين العالم الخارجي إلى حد كبير أثناء النوم. وبسبب انقطاع هذا الاتصال - أو خِفّته على الأقل- فتأخذ الرسائل الواردة عن عضويتها ومن حياتنا الداخلية أهمية أكبر. ولذلك فقد تعبر النفس عن الرسائل الواردة من أَجهزتها الهضمية، أو التنفسيّة، أَو الدَّمويَّة، أو شعورنا بشكل أحلام .. ويمكننا أن نحصر أسباب أحلامنا في ثلاثة:

١ - المثيرات الخارجية.

٢ - المثيرات العضوية الداخلية.

رغباتنا التي لم ترضها حياة اليقظة .. ) (١)

ويعلل المذكور التنبؤ بالمستقبل من خلال الحلم بقوله: (لا غرابة في أنْ ينبئ الحلم عما قد يحدث في المستقبل. ونجد تحليل ذلك فيما شرحناه سابقًا عن الرسائل التي تصل النفس من العضوية واللاشعور ... وقد يقفز الحالم أو مَنْ حوله إلى استنتاجات يوصلون بها أنفسهم إلى مرتبة الولاية، أو النبوة) (٢) .

ويقول الدكتور رشاد علي عبد العزيز موسى مبينًا حقيقة الأحلام: (الحلم شكل فريد من السلوك. وهو يحدث بطريقة غير إرادية، وبدون تعمُّد. والحلم لا يظهر في صورة واضحة ذات معنى دائمًا؛ بل يظهر في صور خيالات هلوسية، يغلب عليها الطابع البصري، تشابه الصور الحقيقية في واقع الحياة إلى حدٍّ كبير) (٣) .

والأصل الذي تتمركز حوله مقولات علماء النفس المعاصرين في الأحلام هو = نظرية التحليل النَّفْسي التي ولّدَها "سيجموند فرويد". فالأحلام هي قطب


(١) "اعرف نفسك - دراسات سيكولوجية" (٢٢٠ - ٢٢٢) .
(٢) المصدر السابق (٢٢٤) .
(٣) "سيكولوجية الأحلام" (١١) .

<<  <   >  >>