للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العلم المتأخرين - ممَّن ينتسب إلى هذه المدرسة السَّلفيَّة المباركة - غُفْلٌ عن معرفة هذا البناء المُحكم الذي شاده أسلافُهم، وعن استلهام مناهِجهم في النَّظر في الدَّلائل، والتعامل مع واردِ الشُّبهات؛ للخلوص إلى صافيات الصواب، والنَّجاة من خافيات الخلْطِ والانحراف. والغفلةُ عن ذلك ساقت إلى تَزَعْزُعِ بعض هؤلاء أَمام سَيْلِ الشُّبهات، التي جَهِدَ أصحابُها على صَبْغها بالصبغة العقليَّة البرهانية، مع مناقضَةِ العقل لها = لذا؛ فإنه حَرِيٌّ بِكلٍّ من آنِسَ من نفْسه بصرًا، وفِقْهًا مُفَصَّلًا بأُصول الطريقة السَّلفيَّة، وخبرةً بما يناقضها = أَنْ يسعى جاهدًا في استثمار الدَّلائل الفِطْريَّة؛ للكشف عن الحقِّ، ونُصْرتِه، ودحْرِ الباطل، وإزهاقِه.

ثانيًا: ضرورةُ إقامةِ المحافل والمراكز العلميَّة، والمواقع الشبكية المختصَّة بالسُّنَّة؛ لتتوافر على إصدار الدِّراسات التي تعرِضُ علوم السُّنَّة؛ بخطابٍ برهانيٍّ، يُعْلَمُ به سلامةُ ما أصَّله أئمةُ الحديث وصيارفتُه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى رَصْدُ الشُّبهات والأطاريح الحديثة المُفَوَّقة للسُّنَّة بالجانب الأول، والشبهات المتعلقة بأصول الحديث ومصطلحه بالجانب الثاني والردِّ عليها وإبطالها.

ثالثًا: بدا للباحث أن هناك مسائل ما زالت تفتقر إلى إغناءٍ، وتحريرٍ، منها:

أ- دراسة الأحاديث النبوية المتعلقة بالطِّبِّ، ومدى دخولها تحت مسمى الوحي، والكشف عن اتِّساق وموافقة العلم التَّجريبي لها وعدم مناقضته لما دلَّت عليه السُّنَّة.

ب - دراسة التطور الوظيفي لمصطلح التأويل عند المخالفين لأهل السُّنَّة والجماعة وأثره في التعامل مع النُّصوص الشرعيَّة.

ج - أثر الآليات الغربية الموظَّفة في دراسة النُّصوص المُقَدَّسَةِ - عند

<<  <   >  >>