للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين وعامتهم».

وإن كان أكثر من يدخل فيها لا يقصد العبادة ... (١) والتقرب، بل لما في النفوس من حب الشرف والعلو. فكما أن أكثر من يأكل ويشرب وينكح لا يقصد العبادة المحضة ــ وهو من الواجبات ــ. بل من أكثر من يؤدي الأمانات الظاهرة، كقضاء دين الناس، وما عنده من أموال المضاربات والشركات إنما يقصد بها قيام حُرمته وجاهه عندهم ــ وهي من الواجبات ــ فنظيره كثير (٢).

فالواجب اتخاذ الإمارة (٣) دينًا وقُربة يتقرب بها بالعمل الصالح فيها (٤) إلى الله تعالى، فإن التقرب إليه فيها بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات، وإنما فسدَ فيها حالُ أكثر الناس لابتغاء الرئاسة أو المال بها فقط.

وقد روى كعب بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما ذئبان جائعان أُرْسِلا في غَنَم (٥) بأفسد [لها] من حرص المرء على المال والشرف لدينه» (٦). قال


(١) هنا كلمة رسمها في الأصل: «بالك»!
(٢) الأصل: «أما يقصد ... »، والجملة في الأصل غير محررة.
(٣) الأصل: «الأمانة»، والتصحيح من بقية النسخ.
(٤) «بالعمل الصالح فيها» من الأصل.
(٥) (ي): «زريبة غنم».
(٦) أخرجه أحمد (١٥٧٨٤)، والترمذي (٢٣٧٦)، والنسائي في «الكبرى» (١١٧٩٦)، والدارمي (٢٧٧٢)، وابن حبان (٣٢٢٨)، والبيهقي في «الشعب» (٧٩٨٣) من حديث كعب بن مالك - رضي الله عنه -. وصححه الترمذي وابن حبان.
وللحديث شواهد من حديث أبي هريرة، وعاصم بن عدي، وابن عباس، وابن عمر، وجابر. ولابن رجب الحنبلي رسالة في شرح هذا الحديث انظرها في «مجموع رسائله»: (١/ ٦٣ - ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>