للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عن الدين] (١) أو الدين عن السلطان فسدت أحوال الناس في الأموال.

وإنما يتميَّز أهلُ طاعة الله عن أهل معصية الله بالنية والعمل الصالح، كما جاء في «الصحيح» (٢) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إنَّ الله لا ينظرُ إلى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (٣).

ولما غلب على كثير من ولاة الأمور إرادة المال والشرف، وصاروا بمعزلٍ عن حقيقة الإيمان [في ولايتهم= رأى كثيرٌ من الناس أنَّ الإمارات (٤) تنافي الإيمان (٥)] (٦) وكمال الدين.

ثم منهم من غلَّب الدينَ وأعرضَ عما لا يتمُّ الدينُ إلا به من ذلك، ومنهم من رأى حاجته إلى ذلك فأخذه معرِضًا عن الدين؛ لاعتقاده أنه مناف (٧) لذلك، وصار الدينُ عنده (٨) في محلِّ الرحمة والذل، لا في محلِّ العلوِّ والعزِّ.

وكذلك لما غلبَ على كثير من أهل الديّانين (٩) العجزُ عن تكميل


(١) ما بينهما سقط من الأصل.
(٢) أخرجه مسلم (٢٥٦٤) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) الأصل: «وأموالكم»!
(٤) (ظ): «الإمارة».
(٥) (ي): «حقيقة الإيمان».
(٦) ما بين المعكوفين ليس في الأصل و (ف، ز).
(٧) الأصل: «صاق»!!
(٨) من بقية النسخ.
(٩) (ي، ز): «الديانيين»، (ط): «الدين». والديَّان هو الحاكم أو الرئيس الديني. «تاج العروس»: (١٨/ ٢١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>