للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا خفي الأمر ــ كان المتولي قد أدى الأمانات في الولايات (١) إلى أهلها.

فصل (٢)

القوة في الولايات تجمع قوة المرء في نفسه، وقوته على غيره؛ فقوته على نفسه بالحلم والصبر، كما رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» (٣). وهذا هو السيد الذي قال الله تعالى فيه: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [آل عمران: ٣٩]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن: «إنَّ ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين» (٤).

فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الرجل الشديد القوي ليس هو القوي في بدنه الذي يصرع الناسَ ويغلبهم كثيرًا، وإنما هو القوي في نفسه الذي يملك نفسه ويغلبها عند الغضب.

وأما قوته على غيره؛ فالشجاعة في نفسه، والخبرة وسائر أسباب القوى من الرجال والأموال، كما دل عليه قوله تعالى: {يُعْجِزُونَ (٥٩) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ} [الأنفال: ٦٠].

وروى مسلم في «صحيحه» (٥) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول


(١) «في الولايات» ليس في (ز).
(٢) هذا الفصل إلى (ص ٣٩) من الأصل فقط.
(٣) أخرجه البخاري (٦١١٤)، ومسلم (٢٦٠٩) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) أخرجه البخاري (٢٧٠٤) من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه -.
(٥) (٢٦٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>