[تحديد زمن حادثة الإسراء والمعراج وحكم الاحتفال فيها]
هناك بدعة بسبب الإسراء والمعراج ألا وهي: أن الإسراء والمعراج وقع في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب.
أولاً: نقول: من أين أتوا بهذا؟ بل لا بد أن يعلم أن هذه بدعة مضيئة، والعلماء المحققون اختلفوا في زمن الإسراء والمعراج: هل كان قبل الهجرة أم بعدها؟ وإن كان قبلها فهل كان قبلها بعام أم قبلها بثلاثة أعوام؟ ولم يعرفوا اليوم الذي أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج فيه إلى السماء، فالتحديد نفسه افتراء على الله وافتراء على رسوله صلى الله عليه وسلم، فالجزم بأنه في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب جزم باطل، والأحاديث التي جاءت في ذلك أحاديث باطلة لا تصح.
ثانياً: إذا قلنا بهذا التحديد فإن هذه البدعة المنكرة التي تحدث ليلة الإسراء والمعراج من الشوادر وقراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والأناشيد التي فيها الكفريات كـ بردة البويصري التي يقول فيها: ومن جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم إذاً: ليس هناك شيء لله جل في علاه، وإنما من جود النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا وضرتها، أي: الآخرة.
وقوله:(ومن علومك علم اللوح والقلم) أي: ليس هناك علم لله جل في علاه، وهذا الكلام بدعة منكرة مقيتة، فعلى كل إنسان يرى ذلك أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وذلك بأن يبين أن هذه بدعة لم يرد فيها دليل من السنة، ولا دليل من سنة الخلفاء الراشدين، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، لو كان هذا اليوم يوم عيد لاحتفل به أبو بكر، واحتفل به عمر، واحتفل به عثمان، واحتفل به علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ولاحتفل به الأفاضل كـ الشافعي ولقرره في كتبه مالك ولفعل ذلك أبو حنيفة رضي الله عنهم أجمعين، ولكن لم يفعل السلف هذا، فهذه فيها دلالة واضحة على أن ما يفعلونه بدعة خلفية وليست سلفية، والخير كل الخير في اتباع من سلف، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.