اختلف أهل العلم في عثمان وعلي: أيهما أفضل؟ ثم اتفقت كلمة أهل العلم بعد ذلك على تفضيل عثمان على علي، وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه قال:(كنا نفضل في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصحابة فنقول: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت) فيقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وقد اتفقت كلمة الأمة على أفضلية علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، ذلك الأسد المغوار الذي نافح عن رسول الله، وعن دين الله جل في علاه، فهو أفضل الصحابة على الإطلاق بعد موت الثلاثة.
والخلاف كان ناشئاً بين العلماء في عثمان وعلي، فـ أبو حنيفة وغيره من العلماء كانوا يقدمون علياً على عثمان، وعلي بن أبي طالب لم يقدم نفسه على عثمان، ولما قال له عبد الرحمن بن عوف في قضية الشورى: يا علي بن أبي طالب! لو لم تتول أنت الخلافة فمن يتولاها؟ قال: عثمان، يبين بذلك فضل عثمان رضي الله عنه وأرضاه، وهذه دلالة على أن أفضل اثنين في هذه الأمة بعد موت الاثنين هما: عثمان وعلي، ثم ذهب إلى عثمان فقال: إني أقول لك قولاً وأريد التصريح: لو لم تتول أنت الخلافة فمن يتولاها؟ قال: علي بن أبي طالب، فـ عثمان يبين فضل علي وعلي يبين فضل عثمان.
ولذلك لما خطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه بالكوفة قال على المنبر: من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري، أي: الكذاب؛ لأن أبا بكر وعمر هم خير هذه الأمة، ثم قال: أفضل هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر ثم عمر، ثم الله أعلم بعد ذلك، فلم يخير عثمان عليه رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين.
ولكن بعد ذلك اتفقت كلمة أهل العلم على الترتيب الأولي وهو ترتيب الخلافة: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم وأرضاهم.