لعلكم قرأتم أو سمعتم ما احترقت له قلوبنا من الفتاوى المظلمة، فهذا الرجل الذي تتهافت النساء على سماعه وتميل قلوبهن لهذه القصص والعبر التي يأتي بها، وإن شئت قلت: إن هذه القصص فيها الطامات من الأحاديث الباطلة والموضوعة لكنه قصاص وما عنده إلا القصص، ثم بعد ذلك يبدأ في الفتوى ويدمر الدنيا بعدم اعتدال مسائل الدين، فيفتي بأن الختان للمرأة ظلم بين للنساء، وهذا القول لم يقل به أحد من علماء الأمة، على أن علماء الأمة كما بينت اختلفوا في ذلك على ثلاثة أقوال: القول الأول: أنه على الوجوب، وهذا قول الشافعية.
القول الثاني: سنة مستحبة، وهذا قول الحنابلة وهم الذين قالوا بالسنية.
القول الثالث: أن الختان مكرمة للمرأة، فهو على الإباحة وليس مستحباً، وهو قول المالكية.
والمقصود أنه لم يقل أحد من السلف بأن الختان للمرأة ظلم.
ومن تلك الفتاوى المظلمة: عندما قيل لإحدى المغنيات وهي تشتكي من أن أخرى غنت أغنيتها فقيل لها: ارفعي قضية عليها، وهذا ضمناً فيه إباحة الغناء، وإباحة العري والسفور الذي يحدث، فهذا الرجل يفتي بهذه الفتاوى؛ لأنه ليس هناك طالب علم يبين للناس هذا الكلام الباطل المخالف لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، المخالف لنهج السلف.
وكذا الفتاوى الأخرى التي تطل علينا كفتوى جواز أن تصلي المرأة وهي عارية في مكان مظلم، والقول بأن الدخان حلال للأغنياء حرام على الفقراء، فأين طالب العلم الذي يتصدى لهذه الفتاوى المضللة؟! وأين الذي يدافع عن عرين السنة؟! أين أسد السنة الذي يقول: نذرت نفسي لربي، وأوقفت نفسي لربي؟ نريد طالب علم مجد في معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم بحيث يميز الصحيح من الضعيف، حتى يدافع عن دين الله جل في علاه ويرد على المبتدعة.