إذا اعتقد المرء بنزول ربه جل في علاه فعليه أن يتلمس هذه الأوقات الفاضلة التي ينزل فيها ربه؛ لأنها أوقات استجابة الدعاء.
فمن كان له حاجة عند ربه فليتذلل له في هذه الأوقات اللطيفة العظيمة المقدسة، التي ينزل الله فيها إلى السماء الدنيا؛ لأنه (ينزل فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟).
وفي رواية في السنن بسند صحيح قال:(هل من مستشف فأشفيه؟).
فالمريض عليه بالسحر، والمحتاج عليه بالسحر، والذي يريد الرفعة عليه بالسحر.
فإن الله ينزل ويستجيب الدعاء، فيتعبد العبد لله بهذه الصفة الجليلة، ويتلمس وقت نزول الله فيتعبد لله، إما قائماً لله ليلاً، وإما ذاكراً تالياً للقرآن، وإما عابداً متنسكاً متذللاً متضرعاً خاضعاً متمسكناً داعياً راجياً ربه.
وإن الله حيي كريم يستحيي أن يرفع العبد يده إليه فيردهما خائبتين، سبحانه جل في علاه.