وقد قال بعض أهل البدع بنفي العذاب والنعيم في القبر، واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة، منها: قول الله تعالى: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا}[غافر:١١] قالوا: فلو قلتم بوجود عذاب القبر لخالفتم ظاهر الآية، وقالوا أيضاً: إن عندنا من النظر ما يرد هذا العذاب وهذا النعيم الذي تزعمونه، وهذا كما يحدث في كثير من المسلسلات التي يتجرءون فيها على مسائل عذاب القبر ونعيمه، بل يتغنون بالانتقاد على الإخوة الذين يحذرون من عذاب القبر أو يبشرون بنعيم القبر، والكثير من الذين أنكروا عذاب القبر ونعيمه يتعلقون بحجج واهية، ولكن لا بد من متقن يبين كيفية ضعف هذه الأدلة.
فقالوا في الدليل الثاني: وكيف يسأل أو يعذب أو ينعم من أكلته السباع أو الكلاب ولم يدخل القبر أصلاً؟ وقالوا أيضاً: إننا نجلس بجانب القبر ونمكث مدة طويلةً لنسمع العذاب أو النعيم أو السؤال فلا نسمع شيئاً، وإذا كانت القبور بين منعم ومعذب أفلا يصيب عذاب الفاجر المؤمن فيكدر نعيمه وهناءه؟ فهذه شبه يطرحونها على مثبتي عذاب القبر ونعيمه، وسيكون الرد عليها في نهاية الدرس بمشيئة الله تبارك وتعالى.